كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 18)

المطولة، ولم يذكر أبو نعيم حديث شعبة المختصر في معرض ذكره لمن روى الحديث عن أبي إسحاق مختصرًا، فقد قال في الحلية (٤/ ١٥٣) بعد حديث ابن أبي زائدة: "رواه سفيان الثوري، وزهير، وإسرائيل، عن أبي إسحاق نحوه".
° قال ابن حبان بعده: "ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور باستغفار المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لم يكن لعدد لم يكن يزيد عليه"، ثم أخرج حديث أنس وأبي هريرة وابن عمر وغيرهم في الاستغفار في اليوم أكثر من سبعين مرة، أو مائة مرة في المجلس الواحد [راجع ما تقدم برقم (١٥١٥ و ١٥١٦)، مع تخريج أحاديث الذكر والدعاء في المواضع المشار إليها].
وهذا الحديث مختصر من حديث طويل في قصة سلا الجزور، والدعاء على صناديد قريش:
١ - فقد روى شعبة [وعنه: أبو داود الطيالسي، واللفظ له، وغندر محمد بن جعفر، وخالد بن الحارث، وعثمان بن جبلة، ووهب بن جرير، وهم ثقات]، قال: حدثنا أبو إسحاق، قال: سمعت عمرو بن ميمون، يحدث عن عبد الله، قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجدٌ وحوله ناسٌ من قريش، وثمَّ سلى بعير، فقالوا: من يأخذ سلى هذا الجزور أو البعير فيقذفه على ظهر النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فجاء عقبة بن أبي معيط فقذفه على ظهر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاءت فاطمة فأخذته من ظهره، ودعت على من صنع ذلك، قال عبد اللّه: فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا عليهم إلا يومئذ، فقال: "اللَّهُمَّ عليك الملأ من قريش، اللَّهُمَّ عليك أبا جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، وأمية بن خلف"، أو: "أبي بن خلف"، شكَّ شعبةُ، قال عبد اللّه: فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر، وألقوا في القَليب، أو قال: في بئر، غير أن أبي بن خلف أو أمية بن خلف كان رجلًا بادنًا فتقطع قبل أن يُبلَغَ به البئر. لفظ الطيالسي في مسنده، وفي رواية غندر [عند الشيخين]، قال في آخره: غير أن أمية أو أبيًا تقطعت أوصاله فلم يُلقَ في البئر. وفي رواية عثمان بن جبلة [عند البخاري]: غير أمية أو أبي فإنه كان رجلًا ضخمًا، فلما جروه تقطعت أوصاله قبل أن يلقى في البئر.
أخرجه البخاري (٢٤٠ و ٣١٨٥ و ٣٨٥٤)، ومسلم (١٧٩٤/ ١٠٨)، وأبو عوانة (٤/ ٢٨٥/ ٦٧٧٢) و (٤/ ٢٨٦/ ٦٧٧٣)، والنسائي في الكبرى (٨/ ٤٩/ ٨٦١٥)، وابن خزيمة (١/ ٣٨٣/ ٧٨٥)، وابن حبان (١٤/ ٥٣٠/ ٦٥٧٠)، وأحمد (١/ ٣٩٣ و ٤١٧)، والطيالسي (٣٢٣)، والبزار (٥/ ٢٣٨/ ١٨٥٢)، والطحاوي في المشكل (١٠/ ١٠٦/ ٣٩٥٢) و (١٠/ ١٠٧/ ٣٩٥٣)، والبيهقي في الدلائل (٢/ ٢٧٨)، والخطيب في المبهمات (٤/ ٢٤٠). [التحفة (٦/ ٣٩١/ ٩٤٨٤)، الإتحاف (١٠/ ٤٠٥/ ١٣٠٤٠)، المسند المصنف (١٩/ ١٦٣/ ٨٨٢٣)].
وهذا حديث متفق على صحته، وفيه تصريح أبي إسحاق بسماعه من عمرو بن ميمون، ولم يذكر فيه شعبة تثليث الدعاء، كما أنه لا ذكر للاستغفار في هذا الحديث.
وذكر أبي بن خلف غلط في هذا الحديث؛ فإنه قتل بأحد، قتله رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - بيده،

الصفحة 453