كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 18)

فهو حديث صحيح، وقد ذكر فيه تثليث الدعاء، في قوله: "اللَّهُمَّ عليك بقريش" ثلاث مرات، وليس فيه ذكر للاستغفار، والله أعلم.
٧ - ورواه علي بن صالح بن حي [كوفي ثقة، وهو أقدم وفاة من الثوري وشعبة] [وعنه: خالد بن مخلد القطواني، وهو: ليس به بأس، وله مناكير. التهذيب (١/ ٥٣١)، الميزان (١/ ٦٤٠)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٧٥)] عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال: حدثنا عبد الله في بيت المال، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي عند البيت، وملأ من قريش جلوس وقد نحروا جزورًا، فقال بعضهم: أيكم يأخذ هذا الفرث بدمه، ثم يمهله حتى يضع وجهه ساجدًا فيضعه على ظهره، قال عبد الله: فانبعث أشقاها فأخذ الفرث فذهب به، ثم أمهله حتى خر ساجدًا وضعه على ظهره، فأُخبرت فاطمةُ بنت رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - وهي جارية فجاءت تسعى، فأخذته من ظهره، فلما فرغ من صلاته، قال: "اللَّهُمَّ عليك بقريش" ثلاث مرار، "اللَّهُمَّ عليك بأبي جهل بن هشام، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط"، حتى عدَّ سبعة من قريش. قال عبد الله: فو الذي أنزل عليه الكتاب لقد رأيتهم صرعى يوم بدر في قليب واحد.
أخرجه النسائي في المجتبى (١/ ١٦١/ ٣٠٧)، وفي الكبرى (١/ ١٨٧/ ٢٩٢)، والبزار (٥/ ٢٤٧/ ١٨٦٠)، والطحاوي في المشكل (١٠/ ١٠٢/ ٣٩٥٠). [التحفة (٦/ ٣٩١/ ٩٤٨٤)، المسند المصنف (١٩/ ١٦٣/ ٨٨٢٣)].
وهو حديث صحيح، وقد ذكر فيه تثليث الدعاء، في قوله: "اللَّهُمَّ عليك بقريش" ثلاث مرار، وليس فيه ذكر للاستغفار، والله أعلم.
٨ - خالفهم: زيد بن أبي أنيسة، فرواه عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله، قال: بينا رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - ساجد عند الكعبة، وحوله ناس من قريش، ... ، ثم ذكر نحو حديث شعبة، وزاد فيه: فلما رفع رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - رأسه حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعد، اللَّهُمَّ عليك الملأ من قريش"، ... ، ثم قص القصة.
أخرجه البزار (٥/ ٢٤٢/ ١٨٥٤).
قال البزار: "ولا نعلم أحدًا زاد في هذا الحديث أنه قال: أما بعد؛ إلا زيد بن أبي أنيسة".
قلت: هو حديث شاذ بهذه الزيادة، والتي تفرد بها زيد بن أبي أنيسة دون بقية أصحاب أبي إسحاق، وزيد: ثقة؛ إلا أنه ينفرد عن أبي إسحاق بما لا يتابع عليه [راجع شيئًا مما وهم فيه زيد على أبي إسحاق: فضل الرحيم الودود (١٠/ ٩٦٩/ ٣٣٢) و (١١/ ٢١٩/ ١٠٤٤) و (١٤/ ٢١٢/ ١٢٧٦)، السنن الكبرى للنسائي (٥/ ٤٣٢/ ٥٩٦١) و (٧/ ٤٤٧ / ٨٤٤٠)، مسند البزار (٥/ ٢٤٢/ ١٨٥٤)، علل الحديث لابن أبي حاتم (٩٤٦)، علل الدارقطني (٤/ ٣٥٢/ ٦٢٠) و (٥/ ٣١٢/ ٩٠٤) و (٥/ ٣٢٢/ ٩١٤) و (١١/ ٣٠٢/ ٢٢٩٨)، تاريخ دمشق (٣٩/ ٣٣٥)].

الصفحة 459