كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 18)

٨ - وخالفهم أيضاً: الأجلح بن عبد الله الكندي، فزاد فيه زيادة غريبة:
رواه داود بن عمرو [الضبي: ثقة]، قال: نا المثنى بن زرعة أبو راشد، عن محمد بن إسحاق [مدني، صدوق]، قال: حدثني الأجلح بن عبد الله الكندي، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن عبد الله، قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، وأبو جهل بن هشام، وشيبة وعتبة ابنا ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، وأمية بن خلف، قال أبو إسحاق: ورجلان آخران لا أحفظ أسماءهما كانوا سبعة وهم في الحجر، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فلما سجد أطال السجود، فقال أبو جهل: أيكم يأتي جزور بني فلان فيأتينا بفرثها فيلقيه على محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ فانطلق أشقاهم عقبة بن أبي معيط فأتى به، فألقاه على كتفيه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجد، قال ابن مسعود: وأنا قائم لا أستطيع أن أتكلم ليس عندي عشيرة تمنعني، فأنا أرهب, إذ سمعت فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقبلت حتى ألقت ذلك عن عاتقه، ثم استقبلت قريشاً فسبَّتهم فلم يرجعوا إليها شيئاً، ورفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه كما كان يرفعه عند تمام سجوده، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته، قال: "اللَّهُمَّ عليك بقريش"، ثلاثاً "عليك بعتبة، وعقبة، وأبي جهل، وشيبة]، ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المسجد فلقيه أبو البختري، ومع أبي البختري سوطٌ يتخصر به، فلما رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أنكر وجهه، فقال: ما لك؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خلِّ عني "، قال: علم الله لا أخلي عنك، أو تخبرني ما شأنك فلقد أصابك شيء، فلما علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه غير مخل عنه أخبره، فقال: "إن أبا جهل أمر فطُرِح عليَّ فرث "، فقال أبو البختري: هلم إلى المسجد، فأتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأبو البختري فدخلا المسجد، ثم أقبل أبو البختري إلى أبي جهل، فقال: يا أبا الحكم، أنت الذي أمرت بمحمد فطرح عليه الفرث؟ قال: نعم، قال: فرفع السوط فضرب به رأسه، قال: فثارت الرجال بعضها إلى بعض، قال: وصاح أبو جهل: ويحكم! هي له؛ إنما أراد محمد أن يلقي بيننا العداوة، وبنجو هو وأصحابه.
أخرجه البزار (٥/ ٢٤٠/ ١٨٥٣)، والطبراني في الأوسط (١/ ٢٣٢/ ٧٦٢)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (١/ ٢٢٦/ ٢٠٠)، وأبو القاسم الحنائي في فوائده (٦٠).
قال البزار: "وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم رواه إلا الأجلح، وقد رواه إسرائيل، وشعبة، وزيد بن أبي أنيسة، وغيرهم، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله ".
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الأجلح إلا محمد بن إسحاق، تفرد به: المثنى بن زرعة".
وقال أبو القاسم الحنائي: "هذا حديث صحيح من حديث أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، عن أي عبد الله عمرو بن ميمون الأودي، عن أي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود الهذلي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وهو غريب من حديث أبي بكر محمد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي المديني

الصفحة 460