كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 18)

قلت: حماد بن سلمة: ثقة، ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه [تاريخ الثقات (٥٣١)، الكواكب النيرات (٢٤)، التهذيب (٢/ ٦)، التقييد والإيضاح (٤٢٦)، وغيرها].
كما أن حماد بن سلمة: هو أثبت الناس في ثابت البناني، لكن علي بن زيد بن جدعان: ضعيف، وكان حماد بن سلمة إذا جمع الشيوخ حمل ألفاظهم على لفظ واحد منهم، وجعل حديثهم واحداً مع اختلافهم في الإسناد والمتن، فلا يميز هذا من هذا، قال هذا أحمد وغيره [انظر: الإرشاد للخليلي (١/ ٤١٧)، شرح علل الترمذي (٢/ ٨١٥)]، وقد وقع ذلك هنا، وقد وقعت هنا لفظة منكرة لم يأت بها جمهور الثقات ممن روى الحديث عن أبي عثمان النهدي، وهي قوله في الحديث: "إن الذي تدعونه بينكم وبين أعناق رِكابِكم "، وفي رواية: "وبين أعناق أكتافكم "، وقد رواه عن أبي عثمان النهدي دون هذه اللفظة جماعة من الثقات الحفاظ، مثل: أيوب السختياني، وسليمان التيمي، وعاصم بن سليمان الأحول، وخالد بن مهران الحذاء، وعثمان بن غياث، وسيأتي الكلام عن متابعة علي بن عاصم عن الحذاء، ومتابعة أبي نعامة السعدي، والله أعلم.
• ورواه يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الجريري، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري، قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاةٍ، فأسرعنا الأوبةَ، وأحسنا الغنيمة، فلما أشرفنا على الرزداق جعل الرجل منا يكبر- قال: حسبته قال:- بأعلى صوته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيها الناس "، وجعل يقول بيده هكذا، ووصف يزيد كأنه يشير، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيها الناس! إنكم لا تنادون أصمَّ ولا غائباً، إن الذي تنادون دون رؤوس رواحلكم [وفي نسخة للمسند: ركائبكم، وفي الميمنية: ركابكم].
ثم قال: "يا عبد الله بن قيس" أو: "يا أبا موسى! ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة؟ "، قلت: بلى. يا رسول الله. قال: "قل: لا حول ولا قوة إلا بالله ".
أخرجه أحمد (٤/ ٤١٨ - ٤١٩) (٨/ ٤٥٥٠/ ٢٠٠٦٩ - ط المكنز)، وأبو عوانة (٢٠/ ٤٣٧/ ١١٨٧٩). [الإتحاف (١٠/ ٤٠/ ١٢٢٣٨)، المسند المصنف (٢٩/ ٥٦١/ ١٣٥٣١)].
قلت: وهذه الرواية لا يعتمد عليها؛ فإن يزيد بن هارون وإن كان ثقةً متقناً؛ إلا أنه سمع من الجريري بعد الاختلاط.
• خالفهما في إسناده: إسماعيل بن إبراهيم [ابن علية: ثقة ثبت، سمع من الجريري قبل اختلاطه]، عن الجريري, عن أبي تميمة، عن أبي عثمان، عن أبي موسى، ... فذكر الحديث مرفوعاً. ولم يذكر البزار متنه.
أخرجه البزار (٨/ ٢١/ ٢٩٩٣)، قال: وأخبرنا مؤمل بن هشام [اليشكري: ثقة بصري، مكثر عن ابن علية، وهو ختنه]، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم به.
قال البزار: "ولا نعلم روى هذا الحديث عن الجريري، عن أبي تميمة، عن أبي عثمان، عن أبي موسى، إلا إسماعيل بن إبراهيم ".
قلت: وهذه رواية غريبة سنداً، فقد رواه حماد بن سلمة ويزيد بن هارون، عن

الصفحة 464