كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 18)

قلت: وهذه لفظة منكرة، تفرد بها علي بن عاصم عن خالد الحذاء، وعلي بن عاصم الواسطي: صدوق، كثير الغلط والوهم، فإذا روجع أصر ولم يرجع، لذا فقد تركه بعضهم؛ ثم إن الراوي عنه: يحيى بن أبي طالب، وهو: يحيى بن جعفر بن الزبرقان: وثقه الدارقطني وغيره، وتكلم فيه جماعة، مثل: أبي داود؛ فقد خطَّ على حديثه، وموسى بن هارون؛ فقد كذبه، وأبي أحمد الحاكم؛ حيث قال: "ليس بالمتين" [انظر: اللسان (٨/ ٤٢٣ و ٤٥٢)، الجرح والتعديل (٩/ ١٣٤)، الثقات (٩/ ٢٧٠)، سؤالات الحاكم (٢٣٩)، تاريخ بغداد (١٤/ ٢٢٠)، السير (١٢/ ٦١٩)].
قال أبو نعيم: "هذا حديث صحيح متفق عليه، رواه عن أبي عثمان واسمه عبد الرحمن بن مل النهدي: جماعة من التابعين، منهم: سليمان التيمي وثابت البناني وأيوب السختياني وعاصم الأحول وعلي بن زيد بن جدعان، ورواه عنه غيرهم: الجريري وأبو نعامة السعدي، وروي أيضاً عن الجريري عن أبي السليل عن أبي عثمان، واللفظة الأخيرة رواها أيضاً: زياد الجصاص عن أبي عثمان، وأبو السليل اسمه ضريب بن نفير، وأبو نعامة اسمه عبد ربه ".
قلت: انفرد خالد بن مهران الحذاء دون بقية الثقات ممن روى الحديث عن أبي عثمان النهدي، بقوله في هذا الحديث: "إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته "، فقد رواه بدونها: سليمان التيمي، وأيوب السختياني، وعاصم بن سليمان الأحول، وعثمان بن غياث.
وخالد بن مهران الحذاء: وثقه أحمد وابن معين والنسائي وابن سعد والعجلي، وضعَّف أمرَه ابنُ عليه، وقال حماد بن زيد: "قدم علينا قدمةً من الشام، فكانا أنكرنا حفظه "، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه، ولا يحتج به " [ضعفاء العقيلي (٢/ ٤)، الجرح والتعديل (٣/ ٣٥٢)، الثقات (٦/ ٢٥٣)، مشاهير علماء الأمصار (١٢٠٥)، التعديل والتجريح (٢/ ٥٥٢)، السير (٦/ ١٩٠)، التهذيب (١/ ٥٣٣)] [وقد وقعت له بعض الأوهام، كما مر معنا في فضل الرحيم الودود (١١/ ٣١٨/ ١٥٥٩)، وما تحت الحديث رقم (١٣٨١)].
قلت: هي لفظة محفوظة، وإن كان البخاري قد أعرض عنها، حيث أخرج الحديث من رواية ابن المبارك عن الحذاء بدونها، ومسلم لما أخرجها أخرها، وساقها مساقاً يشبه الإعلال، وقد ذهبت إلى القول بكونها محفوظة؛ لكونها من قبيل الرواية بالمعنى، وهي أيضاً زيادة تفسيرية، فقد ثبت معناها من حديث عاصم الأحول، ففي رواية الثوري عنه [عند البخاري (٢٩٩٢)]، وفي رواية زهير بن معاوية عنه [عند النسائي (٨٧٧٢ و ١٠٢٩٦ و ١١٣٦٣)]: " إنه معكم، إنه سميع قريب "، وفي رواية شعبة، عن عاصم: "إنكم تدعون قريباً مجيباً، يسمع دعاءكم، ويستجيب"، وفي رواية عبد الواحد بن زياد، عن عاصم [عند البخاري (٤٢٠٥)]: "إنكم تدعون سميعاً قريباً، وهو معكم"، وكذلك في رواية محمد بن

الصفحة 472