كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 18)
فضيل، وأبي معاوية، وحفص بن غياث، وجرير بن عبد الحميد، وزائدة بن قدامة، وثابت بن يزيد أبي زيد، وعباد بن العوام [عند مسلم (٢٧٠٤/ ٤٤) وغيره]: "إنكم تدعون سميعاً قريباً، وهو معكم".
وهو الموافق لظاهر القرآن؛ كما في قوله تعالى في سورة الحديد: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤)}، فدل سياق الآية على أن المراد بالمعية معية العلم والإحاطة، وكما في قوله تعالى في سورة المجادلة: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٧)}، فقد افتتحها الله بالعلم واختتمها بالعلم، ليدل على أن المراد بالمعية معية العلم والإحاطة، وكذلك هو موافق لقوله تعالى في سورة ق: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (١٦)}؛ وهو قرب العلم والإحاطة، يرى مكانكم، ويسمع كلامكم، ويعلم أحوالكم وبواطنكم، كما دل عليه سياق الآية، وعليه فإن رواية خالد الحذاء من قبيل الرواية بالمعنى الموافقة لظاهر القرآن والسُّنَّة.
٣ - ورواه النضر بن شميل، ويحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن جعفر، وروح بن عبادة، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف [وهم ثقات]، وأبو بحر البكراوي عبد الرحمن بن عثمان [ضعيف، يكتب حديثه]:
حدثنا عثمان بن غياث [بصري: ثقة]: حدثنا أبو عثمان، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة"، أو قال: "على كنز من كنوز الجنة؟ "، فقلت: بلى، فقال: "لا حول ولا قوة إلا بالله ".
أخرجه مسلم (٢٧٠٤/ ٤٧)، وأبو عوانة (٢٠/ ٤٣٧/ ١١٨٧٨)، وأحمد (٤/ ٤٠٠ و ٤٠٢)، والبزار (٨/ ٢٢/ ٢٩٩٤). [لتحفة (٦/ ١٨٤/ ٩٠١٧)، الإتحاف (١٠/ ٤٠/ ١٢٢٣٨) و (١٠/ ٤٢/ ١٢٢٣٩)، المسند المصنف (٢٩/ ٥٦١/ ١٣٥٣١)].
٤ - وروى الحسين بن الحسن المروزي، وبعقوب بن إبرا هيم الدورقي، ومحمد بن بشار بندار، ومسدد بن مسرهد، وهلال بن بشر، وعبد الله بن الصباح العطار أوهم ثقات]، وعبد الله بن حرب الليثي [ثقة. الجرح والتعديل (٥/ ١٤)، تاريخ الإسلام (١٧/ ٢١٤)]:
حدثنا مرحوم بن عبد العزيز العطار [بصري، ثقة]، قال: حدثنا أبو نعامة السعدي [ثقة]، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري، قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاة، فلما أقبلنا وأشرفنا على المدينة، كبر الناس تكبيرة، ورفعوا بها أصواتهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن ربكم ليس بأصمَّ ولا غائب، هو بينكم وبين رؤوس رواحلكم"، فقال: "يا عبد الله بن قيس! ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؛ لا حول ولا قوة إلا بالله ".