كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 18)
أخرجه الترمذي (٣٣٧٤ و ٣٤٦١)، والنسائي في الكبرى (٩/ ١٤٠/ ١٠١١٦) و (٩/ ٢٠٤/ ١٠٣١٠)، وأبو عوانة (٢٠/ ٤٣٨/ ١١٨٨٢)، وابن خزيمة في المناسك من الصحيح (٤/ ١٤٩/ ٢٥٦٣)، وفي التوحيد (١/ ١١٢)، والحسين المروزي وابن صاعد في زياداتهما على الزهد لابن المبارك (١١٢١)، والروياني (٥٤٥)، والمحاملي في الأمالي (٢٨٠ - رواية ابن مهدي الفارسي)، والطبراني في الدعاء (١٦٧٠). [التحفة (٦/ ١٨٤/ ٩٠١٧)، الإتحاف (١٠/ ٤٠/ ١٢٢٣٨)، المسند المصنف (٢٩/ ٥٦١/ ١٣٥٣١)].
تنبيه: وقع في آخر حديث من مسند أبي عوانة المطبوع [طبع الجامعة الإسلامية]، من طريق عبد الله بن حرب: "يا عبد الله بن قيس! ألا أعلمك كنزاً من كنوز الجنة، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل ".
والذي يظهر لي -والله أعلم- أنه قد وقع سقط وإدراج، حيث أدرجت خاتمة الجزء في الحديث المرفوع، ومن ثم فلا داعي لتوهيم الثقة، وتحميله ما لا يحتمل، وتبقى روايته موافقة لرواية غيره من الثقات عن مرحوم العطار، وتكون الرواية: "يا عبد الله بن قيس! ألا أعلمك كنزاً من كنوز الجنة، لا حول ولا قوة إلا بالله "، ... [سقط فيه خاتمة الجزء] العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل. نهاية الجزء من مسند أبي عوانة.
° قال الترمذي في الموضع الأول: "هذا حديث حسن.
وأبو عثمان النهدي اسمه: عبد الرحمن بن مل، وأبو نعامة السعدي اسمه: عمرو بن عيسىى".
وقال في الموضع الثاني: "هذا حديث حسن صحيح.
وأبو عثمان النهدي اسمه: عبد الرحمن بن مل، وأبو نعامة اسمه: عمرو بن عيسى.
ومعنى قوله: بينكم وبين رؤوس رحالكم؛ إنما يعني: علمه وقدرته ".
قلت: هي لفظة شاذة؛ لأن السياق فيها يدل على القرب المكاني، لاستعمال ظرف المكان، وليس هو في معنى ما تقدم من رواية خالد الحذاء: "إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته "، والذي دللت على كونه موافقاً لمعنى الحديث المروي من بقية الطرق، وكذلك موافقته لظاهر القرآن كما في سورق والحديد والمجادلة وغيرها، بخلاف هذه اللفظة الشاذة، والتي انفرد بها أبو نعامة السعدي، وحديث أبي نعامة السعدي هذا وإن كان على شرط مسلم -حيث أخرج بإسناده حديثا ًآخر في صحيحه برقم (٢٧٠١) يسبق هذا الحديث بثلاثة أحاديث فقط-؛ إلا أن مسلماً قد أعرض عنه، ولم يخرجه في صحيحه مع شهرته، وانتشاره بين المحدثين، وما ذلك إلا لشذوذ هذه اللفظة عنده، مع كون مسلم قد استطرد في ذكر طرق هذا الحديث، وبيان ألفاظه، والله أعلم.
وأما أبو نعامة السعدي، فليس هو عمرو بن عيسى؛ كما ذهب إلى ذلك الترمذي، ولكن قال ابن معين: " اسمه عبد ربه "، وقال ابن حبان: "قيل: اسمه عمرو" [التهذيب (٤/ ٥٩٨)]، والله أعلم.