كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 18)
الشيخان]، قال: سمعت كميل بن زياد، يحدث عن أبي هريرة؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ "، قلت: بلى. قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله" قال: أحسبه قال: "يقول الله عز وجل: أسلم عبدي واستسلم". لفظ شعبة.
أخرجه أحمد (٢/ ٥٢٠ و ٥٣٥)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/ ٤٣٣/ ١٥٦٢ - السفر الثاني)، والبزار (١٧/ ٩٢/ ٩٦٣٥)، والطبراني في الدعاء (١٦٣٥)، وأبو نعيم في الحلية (٧/ ٢٠٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٠/ ٢٤٨)، وغيرهم. وعلقه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ١٠٠). [الإتحاف (١٥/ ٤٦١/ ١٩٦٩٤)، المسند المصنف (٣١/ ٤٠٤/ ١٤٤٣٤)].
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن شعبة إلا حرمي بن عمارة، وكميل بن زياد حدث عنه: عبد الرحمن بن عابس، وأبو إسحاق".
وقال أبو نعيم: "غريب من حديث شعبة، وتابع عبد الصمد وأبو داود حرمياً عليه".
قلت: فزالت بذلك غرابته عن شعبة.
وقال الدارقطني في الأفراد (٢/ ٣١٦/ ٥٣٧٨): "غريب من حديث جابر بن الحر، عن عبد الرحمن بن عابس، عن كميل، تفرد به عنه: أبو أحمد الزبيري ".
وقال الدارقطني في العلل (٨/ ٢٨٢/ ١٥٦٩) (٤/ ٢٢٣/ ١٥٦٩ - ط الريان) وذكر معه أطرافاً أخرى: "يرويه أبو إسحاق السبيعي، واختلف عنه؛ فرواه إسرائيل، وأبو الأحوص، وعمار بن رزيق، وأبو بكر بن عياش، وأبو أيوب الأفريقي، عن أبي إسحاق، عن كميل بن زياد، عن أبي هريرة.
وخالفهم: يزيد بن عطاء، فرواه عن أبي إسحاق، عن عابس بن ربيعة، عن كميل، عن أبي هريرة. والأول أصح.
وروى هذا الحديث عبد الرحمن بن عابس، سمعه من كميل بن زياد، عن أبي هريرة، ويشبه أن يكون أبو إسحاق لم يسمعه من كميل، وإنما أخذه عن عبد الرحمن بن عابس، عنه ".
قلت: لم أقف على سماع أبي إسحاق السبيعي حديثاً من كميل، ولم يروه عنه شعبة، بل ذهب فرواه عن عبد الرحمن بن عابس عن كميل؛ حيث أثبت سماعه له من كميل، وعليه: فلا يبعد صحة ما ذهب إليه الدارقطني، والله أعلم.
وكميل بن زياد بن نهيك النخعي: ثقة، من الثانية، أدرك عثمان وروى عنه، وصحب علي بن أبي طالب، وشهد معه صفين، مات سنة (٨٢) [تاريخ دمشق (٢٤٧/ ٥٠)، التهذيب (٣/ ٤٧٥)].
وسياق الحديث وصيغ التحمل تدل على سماعه من أبي هريرة [وقد سبق أن دللت على ذلك مراراً. راجع: فضل الرحيم الودود (٩/ ٦٨/ ٨١٤)، والحديث السابق برقم (١٣٩٨)].
وعليه: فهو حديث صحيح، إسناده متصل، رجاله ثقات، والله أعلم.