كتاب فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن الربعي

100- أخبرنا تمام أخبرني أبو الحارث حدثني أبي حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا هشام قال: سمعت الوليد يقول سمعت سعيد بن عبد العزيز قال: حدثني مكحول أنه صعد مع عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى موضع الدم فسأل الله أن يسقينا فسقانا.
قال مكحول وخرج معاوية والمسلمون إلى موضع الدم يستسقون فلم يبرحوا حتى سالت الأودية.
وروي عن الزهري أنه قال لو يعلم الناس ما في مغارة الدم من الفضل لما هنأهم طعام ولا شراب إلا فيها.
101- وبإسناده عن هشام بن عمار قال: سمعت من يذكر عن كعب أنه قال إن إلياس اختفى من ملك قومه في الغار الذي تحت الدم عشر سنين حتى أهلك الله الملك ووليهم غيره فأتاه إلياس يعرض عليه الإسلام فأسلم وأسلم من قومه كثير.
102- أخبرنا تمام بن محمد حدثنا أبو يعقوب الأذرعي حدثنا أحمد بن كثير قال صعدت إلى موضع الدم في جبل قاسيون فسألت الله عز وجل -[68]- الحج فحججت وسألته الجهاد فجاهدت وسألته الرباط فرابطت وسألته الصلاة في بيت المقدس فصليت وسألته أن يغنيني عن البيع والشراء فرزقت ذلك كله ولقد رأيت في المنام كأني في ذلك الموضع قائما أصلي فإذا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما وهابيل بن آدم فقلت له أسألك بحق الواحد الصمد وبحق أبيك آدم وبحق هذا النبي هذا دمك قال إي والواحد الصمد هذا دمي جعله الله آية للناس وإني دعوت الله رب أبي آدم وأمي حواء ومحمد المصطفى صلى الله عليهم أن يجعل دمي مستغاثا لكل نبي وصديق ومؤمن دعا فيه فتجيبه وسألك فتعطيه فاستجاب الله لي وجعله طاهرا آمنا وجعل هذا الجبل أمنا ومغيثا ثم وكل الله عز وجل به ملكا وجعل معه من الملائكة بعدد النجوم يحفظون من أتاه لا يريد إلا الصلاة فيه فقال لي رسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم في المنام قد فعل الله تعالى ذلك كرما وإحسانا وإني آتيه كل خميس وصاحباي وهابيل فنصلي فيه.

الصفحة 67