كتاب الفرق بين الضاد والظاء فى كتاب الله عز وجل وفى المشهور من الكلام

باب ذكر الفصل الثّاني عشر، وهو الظّلّة والظّلل
وذلك نحو قوله، عزّ وجلّ: كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ (¬1)، وعَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ (¬2)، وهي السّحابة. يقال: إنّهم رأوا سحابة فآووا إليها، فهلكوا عن آخرهم.
وكذلك: لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ (¬3)، وفِي ظُلَلٍ/ 121 ب/ مِنَ الْغَمامِ (¬4)، وما كان مثله حيث وقع.
وقد اختلف القرّاء في الذي في يس (56)، وهو قوله، عزّ وجلّ: فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ: فقرأ حمزة، والكسائي (¬5): «في ظلل»، بضمّ الظّاء من غير ألف، جمع ظلّة. وقرأ سائر القرّاء: «في ظلال»، جمع ظلّ. ومعنى الظّلّة والظّلال واحد، وإن اختلف لفظهما، فاعلم ذلك.
¬__________
(¬1) الأعراف 171.
(¬2) الشعراء 189.
(¬3) الزمر 16. وفي الأصل: لهم ظلّ. وفي المطبوع: وكذلك لهم «ظل من ... ».
والصواب من المصحف الشريف.
(¬4) البقرة 210.
(¬5) ينظر: السبعة 542، والاكتفاء 256، وقراءة الكسائي 103. وفي المطبوع: الكسائي.

الصفحة 64