كتاب الفرق بين الضاد والظاء فى كتاب الله عز وجل وفى المشهور من الكلام

القدريّة (¬1)، تعالى الله (¬2) عن مقالتهم، ومن ذلك قول الشّاعر (¬3):
والظّلم مرتعه وخيم
يقال من ذلك: ظلمت الرّجل أظلمه ظلما. وظلمت السّقاء: إذا (¬4) شربت ما فيه قبل أن يروب، أي: قبل إدراكه. قال الشّاعر (¬5):
وقائلة ظلمت لكم سقائي ... وهل يخفى على الكعد الظّليم
الكعد: أصل اللّسان، وظليم، فعيل بمعنى مفعول.
والظّلام: اسم مظلمتها التي تطلبها عند السّلطان.
ويقال: ظلمت الأرض، إذا حفرت في غير موضع حفر، كما قال النّابغة (¬6):
والنّؤي كالحوض بالمظلومة الجلد
وقيل: هي (¬7) الأرض التي أمطرت في غير وقتها.
وأصل الظّلم: وضعك الشّيء في غير محله (¬8). ومنه المثل (¬9): (ومن
¬__________
(¬1) من المعتزلة. (ينظر: الزينة في الكلمات الإسلامية العربية 3/ 272، والتنبيه والرّد 157، والملل والنحل 1/ 43).
(¬2) (الله): ليس في المطبوع.
(¬3) قيس بن زهير، شعره: 33، وفيه:
ولكن الفتى حمل بن بدر ... بغى والبغي مرتعه وخيم
(¬4) المطبوع: وإذا.
(¬5) بلا عزو في معاني الشعر 110، ومجمع الأمثال 3/ 585. وفي المطبوع: وقابلة.
(¬6) ديوانه 3، وصدره: إلّا أواريّ لأيا ما أبيّنها.
(¬7) المطبوع: هو.
(¬8) المطبوع: في غير محله موضعه.
(¬9) وهو بيت من الرجز لرؤبة، ديوانه 182، وقبله:
بأبه اقتدى عديّ في الكرم. وهما من شواهد النحو المشهورة.
وفي المطبوع: من أشبه أباه فما ظلم. ينظر: جمهرة الأمثال 2/ 244.

الصفحة 66