ويحرم إعلان فض البكارة؛ لأنه كشف للعرض بما لا يجوز علمه إلا للزوجين، وفاعله كالشيطان في الشرع «إنما مثل ذلك كمثل شيطان لقي شيطانة فغشيها في الطريق والناس ينظرون» (¬1)، وهذا دليل التحريم؛ لأنه من فعل الشيطان.
وأما الغناء الفاحش والمزمار والموسيقى، فجميع المذاهب على تحريمه، والمخالف كابن حزم ومن قلده أو رجح قوله إنما أجاز الغناء والموسيقى إذا لم يفحش ويدعو إلى الخلاعة والمنكر، ويد الله مع الجماعة.
والخروج عن الخلاف مستحب، ومثل هذه المسألة قد تكون في أقل أحكامها من الشبهات،
¬_________
(¬1) - الحديث حسن صحيح أخرجه أحمد برقم 27624 عن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده، فقال: لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها فارم القوم. فقلت: أي والله يا رسول الله إنهن ليقلن وإنهم ليفعلون. قال «فلا تفعلوا فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانه في طريق فغشيها والناس ينظرون». قلت: سنده حسن، وفيه شهر بن حوشب قال أحمد حسن الحديث، ومرة ثقة، ومرة لا بأس به، وقال في التقريب صدوق كثير الإرسال والأوهام. وحسن حديثه البخاري. وقال علي بن المديني لا أدع حديثه. وقال ابن معين ثقة، ومرة ثبت. وقال الفسوي ثقة. وقال يعقوب ثقة. وكذلك العجلي. وقال أبو زرعة لا بأس به. ومن ضعفه فحاصل كلامهم أنه ليس بحجة أو ليس بحافظ. قلت: وللحديث شاهد عند أبي داود برقم 2176 من حديث أبي هريرة وهو شاهد صالح فيه مجهول عن أبي هريرة. قلت: وأخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق برقم 413 من طريق عوف الأعرابي عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، وسنده حسن. قلت: وله شاهد أخرجه البزار برقم 1373 (كشف الأستار) بسند حسن من حديث أبي سعيد.