كتاب المقدمة في فقه العصر (اسم الجزء: 1)

وتهريب المخدرات بأنواعها محرم، والمعاونة على ذلك بأي شكل أو وسيلة (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ) (المائدة: 2).
ولا تجوز وظيفة في ملهى ماجن ما كانت؛ لأنها تعاون على الإثم.
وكل وظيفة فيها معصية منصوصة بالدليل الثابت فهي من المكاسب المحرمة.
وأقبحها العمالة للعدو على المسلمين؛ لإطلاعه عدوهم على أسرارهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء) (الممتحنة: 1).
وعمل القوّاد (¬1) محرم، والساحر، وكذا تجارة الأعراض، وجاسوس على الشعب لحاكم لعموم (وَلا تَجَسَّسُوا) (الحجرات: 12)، وعصابات بيع الأعضاء، والقرصنة البحرية أو البرية أو الجوية أو الإلكترونية، أو ناشر ضلالة، وهؤلاء يجتهد القضاء في عقوبتهم وقد تصل إلى حد الحرابة؛ لأنه فساد في الأرض (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة: 33).
مهمات الوظائف:
وأهم الوظائف التعليمُ، والفتوى، والدعوة إلى الله، وولايةٌ عامةٌ لعادل، والقيام على الحقوق
¬_________
= وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها. قلت: هذا سند حسن. أبو طعمة هو هلال الأموي، قال الذهبي: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال في التقريب مقبول. وعبدالرحمن الغافقي قال في التقريب مقبول. قلت: فمجموع روايتهما يشهد بعضها لبعض فيحسن الحديث ولكنه صحيح بشواهده فهو عند ابن ماجة من حديث أنس برقم 3381 وفيه شبيب بن بشر، قال ابن معين: ثقة. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. قلت: وقد وجدت له متابعا في مسند أبي يعلى الموصلي إذ تابعه عبدالله بن عبدالله بن عمر عن أبيه وهو ثقة، فهذه متابعة جيدة. والمتابعة كذلك عند أحمد برقم 5716. وعند الحاكم برقم 2235. وله متابعة أخرى من طريق عبدالعزيز بن عمر عن نافع عن ابن عمر عند الطبراني في المعجم الأوسط برقم 7816، وفي الكبير برقم 713. وأخرج الحديث الحاكم برقم 2234 من حديث ابن عباس، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد وشاهده حديث عبدالله بن عمر ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص صحيح. وقال الترمذي: وقد روي نحو هذا عن ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم.
(¬1) - القوّاد أي السمسار للدعارة.

الصفحة 85