كتاب فتاوى اللجنة الدائمة - 1 (اسم الجزء: 3)

ج: القصد من هذه الآية بيان أن كل إنسان مجزي بعمله لا يتجاوزه إلى غيره ولا يسأل عنه سواه، كما في قوله تعالى: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (¬1) وقوله {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (¬2) فعليه أن يسعى جهده في كسب الخير واجتناب الشر، وألا يتعلق على غيره فخرا به أو أملا في النجاة من العذاب يوم القيامة بقرابته منه أو صلته به وتعظيمه له في دنياه.
وعيسى عليه السلام وإن دخل في عموم الأمة الماضية إلا أن الأدلة من الكتاب والسنة قد خصصته برفعه إلى السماء وإبقائه حيا ثم إنزاله آخر الزمان إلى آخر ما تقدم بيانه، ومن الأصول المعلومة في الشريعة الإسلامية أن النصوص الخاصة يقضى بها على النصوص العامة فتخصصها، والنصوص التي نحن بصددها من ذلك.
الآية الخامسة عشرة: قوله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} (¬3) {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (¬4) .
الآية السادسة عشرة: قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (¬5)
¬__________
(¬1) سورة الطور الآية 21
(¬2) سورة الأنعام الآية 164
(¬3) سورة النساء الآية 157
(¬4) سورة النساء الآية 158
(¬5) سورة النساء الآية 159

الصفحة 320