كتاب فتاوى اللجنة الدائمة - 1 (اسم الجزء: 3)

ثانيا: جعل الله تعالى تسخيره الشياطين لسليمان عليه السلام آية خارقة للعادة كإلانة الحديد وإسالة عين القطر وتسخير الريح والطيور وتعليمه لغة الطير ونحو ذلك من خوارق العادات التي خص الله بها سليمان استجابة لدعائه: {قال رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (¬1) {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} (¬2) {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ} (¬3) ، ولو كان المراد بهم في هذه الآيات الأجانب أو شرار الناس ما كان ذلك آية لسليمان عليه السلام ولا خاصا به لحصوله بغيره من البشر.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
¬__________
(¬1) سورة ص الآية 35
(¬2) سورة ص الآية 36
(¬3) سورة ص الآية 37
س12: قال في آية: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} (¬1) من سورة سبأ، بأن المراد بدابة الأرض رحبعام بن سليمان لضعف مملكة سليمان في عهده والمراد بكلمة منسأته نفوذه؟
ج12: القرآن نزل بلغة العرب، وبها تعرف مقاصده وتفهم معانيه، ولم يعهد في اللغة العربية التعبير بالدابة عن إنسان بعينه لضعفه، ولا التعبير بالمنسأة عن النفوذ، وإنما الذي عهد فيها التعبير بالدابة عن كل ما دب على وجه الأرض أو عن ذوات الأربع وليست هنا قرينة تصرفها إلى شخص معين كرحبعام بن سليمان
¬__________
(¬1) سورة سبأ الآية 14

الصفحة 362