كتاب فتاوى اللجنة الدائمة - 1 (اسم الجزء: 4)

بهما فذلك حسن، قال ابن القيم رحمه الله: كان صلى الله عليه وسلم يحب حسن الصوت بالأذان والقرآن ويستمع إليه، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن ويجهر به (¬1) » متفق عليه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «زينوا القرآن بأصواتكم (¬2) » رواه أحمد وأصحاب السنن إلا الترمذي وابن حبان والحاكم عن البراء، وزاد الحاكم: «فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا (¬3) » .
قال بعض أهل العلم: معنى يتغنى بالقرآن: يحسن قراءته ويترنم به ويرفع صوته به، كما قال أبو موسى للنبي صلى الله عليه وسلم: لو علمت أنك تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيرا (¬4) وأما أداؤهما بالألحان والغناء فذلك غير جائز، قال ابن قدامة رحمه الله في كتابه [المغني] : (وكره أبو عبد الله القراءة بالألحان وقال: هي بدعة. . .) إلى أن قال:
¬__________
(¬1) أحمد (5 / 271، 450) ، والبخاري [فتح الباري] برقم (5023، 5482، 5544) ، ومسلم برقم (792) ، وأبو داود برقم (1473) ، والدارمي برقم (3500) ، وأخرج نحوه ابن ماجه برقم (1334) .
(¬2) أحمد (4 / 283، 285، 296، 304) ، وأبو داود برقم (1468) ، والنسائي في [المجتبى] (3 / 179) ، وابن ماجه في السنن برقم (1336) ، والحاكم في [المستدرك] (1 / 574) ، والدارمي برقم (3503) ، والبيهقي في [السنن الكبرى] (2 / 53) و (10 / 229) ، وأبو نعيم في [الحلية] (5 / 27) و (7 / 139) .
(¬3) الحاكم (1 / 575) ، والدارمي في [السنن] برقم (3504) .
(¬4) البخاري [فتح الباري] برقم (5048) ، ومسلم برقم (793) ، وانظر [فتح الباري] (9 / 93) .

الصفحة 37