كتاب فتاوى اللجنة الدائمة - 1 (اسم الجزء: 6)

قال "هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم (¬1) » . ففي هذا الحديث بيان درجة الإسلام ودرجة الإيمان ودرجة الإحسان، فأما الإسلام فقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بأعمال الجوارح الظاهرة من القول والعمل، وأول ذلك شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وهو عمل اللسان، ثم إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا. وهي منقسمة إلى عمل بدني كالصلاة والصوم وإلى عمل مالي وهو إيتاء الزكاة، وإلى ما هو مركب منهما كالحج بالنسبة إلى البعيد عن مكة، فمن أكمل الإتيان بمباني الإسلام الخمس صار مسلما حقا مع أن من أقر بالشهادتين صار مسلما حكما فإذا دخل في الإسلام بذلك ألزم بالقيام ببقية خصال الإسلام. فإن جميع الأعمال الظاهرة داخلة في مسمى الإسلام ومما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده (¬2) » وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال: «أن تطعم الطعام وتقرأ
¬__________
(¬1) الإمام أحمد 1 /51، ومسلم برقم (8) ، وأبو داود برقم (4695) ، والترمذي برقم (2738) .
(¬2) أحمد في (المسند) 2 / 160، 163، 187، 191، 192، 195، 205، 206، 209 البخاري (فتح الباري) برقم (10، 6484) ومسلم برقم (40) .

الصفحة 35