كتاب فتاوى اللجنة الدائمة - 1 (اسم الجزء: 6)

تعالى في آخر الآية: {وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا} (¬1) الآية يعني لا ينقصكم من أجورها، فدل على أن معهم من الإيمان ما يقبل به أعمالهم فأما اسم الإسلام فلا ينتفي بانتفاء بعض واجباته أو إتيانه بعض المحرمات، وإنما ينتفي بالإتيان بما ينافيه بالكلية كترك الصلاة، كما في قوله صلى الله عليه وسلم «لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة (¬2) » أو أتى بناقض من نواقض الإسلام التي أوضحها أهل العلم في باب حكم المرتد. وأما الإيمان فإنه يكون إيمانا كاملا أو إيمانا ناقصا. فمن أتى بأركان الإيمان وأركان الإسلام وفعل الواجبات وترك المحرمات فهو المؤمن إيمانا مطلقا أي كاملا، ومن أتى بأركان الإيمان وأركان الإسلام وترك شيئا من الواجبات مع اعتقاد وجوبها، أو فعل شيئا من المحرمات مع اعتقاد تحريمها فهذا مؤمن إيمانا ناقصا. وأما الإحسان فقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك (¬3) » ودرجة الإحسان أعلى من درجة الإسلام وأعلى من درجة
¬__________
(¬1) سورة الحجرات الآية 14
(¬2) أحمد في (المسائل) 55، والدارقطني في (السنن) 2 / 52، وابن نصر في (تعظيم قدر الصلاة) برقم (923 إلى 929) من حديث ابن عباس، والمسور بن مخرمة، عن عمر بن الخطاب موقوفا، والآجري في (الشريعة) 134، وابن سعد في (الطبقات) 3 / 351، واللالكائي في (شرح أصول السنة) 2 / 825.
(¬3) صحيح البخاري الإيمان (50) ، صحيح مسلم الإيمان (10) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4991) ، سنن ابن ماجه المقدمة (64) ، مسند أحمد بن حنبل (2/426) .

الصفحة 38