كتاب فتاوى اللجنة الدائمة - 1 (اسم الجزء: 12)

السؤال الثاني من الفتوى رقم (17340)
س2: كيف الجمع بين الآية 104 آل عمران، وبين: {لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (¬1) وبين قوله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه، ثم تدعون فلا يستجاب لكم (¬2) » حديث حسن، وبين الحديث: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه (¬3) » رواه الترمذي حسن. أعلم رحمكم الله أن معاني الآيات ليس بها اختلاف، وكذلك السنة الصحيحة، لذلك أعلم أن الخطأ من عقلي وعجزه، فما تفسير ذلك؟ وجزاكم الله كل خير.
ج:2 ليس في الآية ما يدل على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ إذا كان فعل ذلك ممكنا، فالآية بمنطوقها تأمر العبد بأن يصلح نفسه، ويفعل الخير بجهده، ومن إصلاح النفس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا قام بما وجب عليه فلا يضره من ضل بعده إذا عمل بما أمره الله به، روى الإمام أحمد بسند صحيح عن قيس قال: «قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إنكم تقرءون هذه الآية: وإنكم تضعونها على غير موضعها، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه (¬5) »
¬__________
(¬1) سورة المائدة الآية 105
(¬2) مسند أحمد بن حنبل (5/391) .
(¬3) سنن الترمذي الزهد (2317) ، سنن ابن ماجه الفتن (3976) .
(¬4) أخرجه أحمد 1 / 2، 5، 7، 9، وأبو داود 4 / 510 برقم (4338) ، والترمذي 4 / 467، 5 / 257 برقم (2168، 3057) ، وابن ماجه 2 / 1327 برقم (4005) ، وابن أبي شيبة 15 / 175، وابن حبان 1 / 539 برقم (304) ، وأبو يعلى 1 / 118-120 برقم (128-132) والبزار (البحر الزخار) 1 / 135-139 برقم (65-69) ، وابن جرير في التفسير 11 / 150، 151 برقم (12876، 12878) ، والحميدي 1 / 4 برقم (3) ، وعبد بن حميد 1 / 17 برقم (1) ، والبيهقي 10 / 91. كلهم رووه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(¬5) سورة المائدة الآية 105 (¬4) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}

الصفحة 339