كتاب فتاوى اللجنة الدائمة - 1 (اسم الجزء: 12)

قال الحافظ في الفتح على قوله صلى الله عليه وسلم: «ولكن جهاد ونية (¬1) » : قال الطيبي وغيره: هذا الاستدراك يقتضي مخالفة حكم ما بعده لما قبله، والمعنى: أن الهجرة التي هي مفارقة الوطن التي كانت مطلوبة على الأعيان إلى المدينة انقطعت، إلا أن المفارقة بسبب الجهاد باقية، وكذلك المفارقة بسبب نية صالحة كالفرار من دار الكفر، والخروج في طلب العلم، والفرار بالدين من الفتن، والنية في جميع ذلك. انتهى.
والخير له الخروج من أي بلد إذا كان خروجه منها أصلح لدينه، سواء سمي هجرة أم لم يسم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد 1 / 226، 266، 316، 355، والبخاري 2 / 214، 3 / 200، 210، 4 / 38، ومسلم 2 / 986، 1487، برقم (1353) ، وأبو داود 3 / 8 - 9 برقم (2480) ، والترمذي 4 / 149 برقم (1590) ، والنسائي 7 / 146 برقم (4170) ، والدارمي 2 / 239، وعبد الرزاق 5 / 309 برقم (9713) ، وابن حبان 10 / 452، 11 / 207 برقم (4592، 4865) والطبراني 11 / 18، 31 برقم (10898، 10944) ، والبيهقي 5 / 195، 9 / 16.
السؤال الأول من الفتوى رقم (9501)
س1: كيف تكون الهجرة في سبيل الله في هذا العصر؟
ج1: الهجرة في سبيل الله هي الانتقال من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام، كما انتقل المسلمون من مكة قبل إسلام أهلها إلى المدينة؛ لكونها صارت بلد إسلام بعد مبايعة أهلها للنبي صلى الله عليه وسلم، وطلبهم هجرته إليهم، وتكون الهجرة أيضا من بلاد شرك إلى بلاد

الصفحة 50