كتاب الفن الواقع والمأمول - قصص توبة الفنانين والفنانات
ارتبطت تاريخياً وواقعياً بالترف ومجالس الشرب - لهي الحقيقة التي لا تقبل الجدال.
وفي عصرنا هذا قوي سلطان ما يسمى بالفنون على النفوس واتسع وانتشر، لانتشار الشاشة الصغيرة في البيوت والنوادي والملاهي فيكفي أن يحرك الإنسان مفتاحاً صغيراً ليرى ويسمع ما شاء من أقوال وأفعال ومشاهد أكثرها مسخ وانتكاس عن الفطرة وانقلاب في الموازين، لا ضوابط ولا رقابة بل كلهم يتسابقون في أن يصبحوا حديث المراهقين والمراهقات ليحققوا أكبر قدر من المال والشهرة، إسفاف في ألفاظ الأغنية وميوعة في الحركة واتخاذ الجنس وسيلة للجذب، دُور للعرض مكدسة بالشباب وغير الشباب في اختلاط وتبرج. كلها حيل ماكرة لجذب الشباب إلى الباطل. وتدريبهم على الاستخفاف والاستهزاء والتجريح، وكأنما أغلقت كل السبل وسُدت كلّ الأبواب أمام الفنانين والمؤلفين والمخرجين ولم يبق إلا مستوى الحب الرخيص والاستهانة بكل القيم. والواقع يشهد على صدق ما نقول.
أين العمل الفني الهادف، الذي نتوصل إليه بالوسائل النظيفة مع تقدير الآداب العامة. وتقدير أخلاق هذه الأمة وعقيدتها، وإسلامها، أما غير هذا مما نرى ونشاهد في واقعنا فهذا هو الذي حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: «ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير» . (¬1)
وليس بضروري أن يكون مسخ هؤلاء مسخاً للشكل والصورة،
¬_________
(¬1) أخرجه ابن ماجه؛ كتاب: الفتن، باب: العقوبات، برقم (4020) ، عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه.
الصفحة 205
231