كتاب الفن الواقع والمأمول - قصص توبة الفنانين والفنانات

تقديم
فضيلة العلاّمة الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله
الحمد لله رب العالمين الذي بدأ خَلْق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سُلالة من ماء مَهين، وابتلاه في هذه الدنيا وسلَّط عليه الشياطين، وتوعَّده على المعصية بالعذاب المُهين، ووعد من أطاعه بالحياة الطيبة والرزق والتمكين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فقد روي في بعض الآثار ما فيه: إن لهذا الدين إقبالاً وإدباراً، وإن من إقباله أن تفقه القبيلة بأسرها فلا يبقى فيها إلا المنافق والمنافقان، فهما مقموعان ذليلان، إن تكلَّما قُمِعا وطردا واضطهدا، وإن من إدباره أن تجفوَ القبيلة بأسرها فلا يبقى فيها إلا الفقيه والفقيهان، فهما ذليلان حقيران، إذا تكلَّما قُمعا وطردا واضطهدا، وثبت في صحيح مسلم قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطُوبى للغرباء» ، وفسرهم بأنهم النُّزَّاع من القبائل الذين يصلحون عند فساد الناس، والذين يَفِرُّون بدينهم من الفتن، وقد تحققت غربة الدين في كثير من الدول الإسلامية، ولعبت بهم الأمواج من الفتن والدعايات المُضِلَّة، وكان من جملة ما زيَّنه الشيطان لأوليائه أنْ حبَّب إليهم الأغاني والملاهي واللعب والطرب، وصدَّهم بذلك عن دينهم، وزهَّدهم في كلام ربهم، فشغلوا بذلك جُلَّ أوقاتهم، وأَكبُّوا على السماع والطرب، والتلذُّذ بأصوات الفنانين

الصفحة 5