كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 2)

القشيري (¬1):
قد عرف المنكر واستنكر المعروف ... في أيامنا الصعبة
وصار أهل العلم في وهدة ... وصار أهل الجهل في رتبه
حاروا عن الحق فما للذي ... ساروا به فيما مضى نسبه
فقلت للأبرار أهل التقى ... ... والدين لما اشتدت الكربه (¬2)
ومن جملة المؤلفين في المولد الإمام أبو عبد الله (¬3) في عمل المولد.
¬_________
= بن الحاج، وحمى كتابه: المدخل (¬4) - التحرير والتحبير في شرح رسالة ابن أبي زيد القروواني.
انظر: شذرات الذهب (5/ 96) الأعلام (5/ 56) " بغية الوعاة " (2/ 221).
(¬1) هو محمد بن علي بن وهب بن مطيع، تقي الدين القشيري، المشهور بابن دقيق العيد، المتوفى سنه 702 هـ.
انظر: تذكرة الحفاظ (ص 1481)، الدرر الكامنة (4/ 91)، طبقات السبكى (6/ 2).
(¬2) وبعد هذه الأبيات قال:
لا تنكروا أحوالكم قد أتت ... نوبتكم في زمن الغربة
(¬3) هو محمد بن محمد بن محمد بن الحاج، أبو عبد الله العبدري المالكي الفاسي، نزيل مصر. فاضل تفقه في بلاده، وقدم مصر، وحج، وكف بصره آخر عمره وأقعد، توفي بالقاهرة سنه 737 هـ على نحو 80 عاما.
من مصنفاته:
- مدخل الشرع الشريف.
- شموس الأنوار وكنوز الأسرار.
انظر: الديباج المذهب (ص 327)، والدر الكامنة (23714).
(¬4) حيث قال فيه " فصل في المولد " ومن جملة ما أحدثوه من البدع مع اعتقادهم إن ذلك من اكبر العبادات وإظهار الشعائر ما يفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد، وقد احتوى على بدع ومحرمات جمة.
فمن ذلك استعمالهم آلات الطرب من الطار المصرصر والشبابة. ثم أطال الكلام قي ذلك وذكر ما يفعل فيه من المنكرات من العناء والرقص واختلاط الرجال والنساء ثم قال بعد ذلك: ألا ترى أنهم لما خالفوا السنة المطهرة، فعلوا المولد لم يقتصروا على فعله بلى زادوا عليه ما تقدم ذكره من الأباطيل المتعددة، فالسعيد من شد على امتثال الكتاب والسنة والطريق الموصلة إلى ذلك وهي اتباع السلف الماضين لأنهم أعلم بالسنة منك إذ هم أعرف بالمقال وأفقه بالحال. وكذلك الإقتداء. كلن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وليحذر من عوائد أهل الوقت وممن يفعل العوائد الرديئة.
[نقله السيوطى في حسن المقصد (ص 56 - 57)].

الصفحة 1092