كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 2)

إلا بشرط أن يكون لمجرد الطعام والذكر. وقد عرفناك أنه صار من ذرائع المنكرات.
ولا يخالف فيه أحد هذا الاعتبار. وأما المولد الذي يقع الآن من هذا الجنس، فهو ممنوع منه بالاتفاق. وفي هذا المقدار كفاية، وإن كان المقام محتاج إلى بسط طويل، مشتملا على إيراد كلمات المجوزين وردها.
ولكن ذلك لا يتم إلا في كراريس، ولا بد أن يلهم الله أحد أرباب الأمر إلى المنع من هذه القضية، فإنها تنحسم بأمر يسير، وهو أن يمنع ذلك النشاد الذي صار يدعى لعمل المولد، ويزجر. وهذا أمر يتمكن منه كل أحد، وأما ما سألتم عنه من الواقعة العظيمة في القطر التهامي، وهي أنهم يزخرفون ويطوفون حولها كما يطاف حول الكعبة ويزار.
فقد وصل إلى محبكم سؤال من بعض السادات الساكنين في قامة على يد سيدي محمد بن أحمد النعم! ط (¬1)، وأجبت فيه بجواب فيه طول، فانظروه إن أمكن، فإن ذلك
¬_________
(¬1) السيد محمد بن عز الدين النعمي التهامي. قال الشوكاني في البدر رقم (472): ولد تقريبا سنه 1180 هـ بالعذير وهى بقرب بندر اللحية من بنادر قامة. ثم ارتحل إلى صنعاء فقرأ في علم الفروع على شيخنا العلامة احمد بن محمد الجزري وغيره.
وقال الشوكاني: ولازمني مدة طويلة فقرا على النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان والأصول والحديث والفقه وصار أحد العلماء المشار إليهم، ولما نال ما كان سببا للارتحال عاد إلى دياره التهامية وهو بلا مدافع أعلم الموجودين من السادة النعامية. وكثيرا ما يكتب إ؟ من تلك الجهات فيما يعرض له من المهمات.
مات في قامة سنه 1232 هـ.
البدر الطالع رقم (472) وكواكب يمنية (ص 636 - 638).

الصفحة 1099