كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 3)

الصحيحة الصريحة بأنه ينزل في آخر الزمان، ويدين بالشريعة المحمدية (¬1).
وقال أبو السعود (¬2) ما لفظه: قال قتادة، والربيع، والشجي، ومقاتل: هم أهل الإسلام الذين صدقوه، واتبعوا دينه من أمة محمد- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دون الذين كذبوه وكذبوا عليه من النصارى.
{فوق الذين كفروا} وهم الذين مكروا به، ومن يسير بسيرتهم من اليهود، فإن أهل الإسلام فوقهم ظاهرين بالعزة والمنعة والحجة.
وقيل: هم الحواريون. وقيل: هم الروم. وقيل: هم النصارى، فالمراد بالإتباع مجرد الادعاء والمحبة، وإلا فأولئك الكفرة. بمعزل من اتباعه- عليه السلام-. انتهى. وقال محمد بن جزيء الكلبي في تفسيره المسمى: " التسهيل لعلوم (¬3) التنزيل " ما لفظه: {وجعل الذين اتبعوك} هم المسلمون وعلوهم عليهم بالحجة وبالسيف في غالب الأمر. وقيل: {الذين اتبعوك النصارى.
وقوله:} فوق الذين كفروا {أي اليهود، فالآية مخبرة عن عزة النصارى على اليهود، وإذلالهم لهم. انتهى.
وقال البقاعي (¬4) في كتاب: نظم الدرر في تناسب ..................
¬_________
= ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير ويضع الحرب، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها " ثم بقول أبو هريرة. واقرءوا إن شئتم} وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا & [النساء: 159].
(¬1) انظر: " التصريح مما تواتر في نزول المسيح " للعلامة محمد أنور شاه الكشميري.
(¬2) في تفسيره " إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم " (2/ 69).
(¬3) (1/ 109).
(¬4) هو إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن على الخرباوي المقاعي، أبو الحسن برهان الدين. مؤرخ،=

الصفحة 1132