كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 3)

الآيات (¬1) والسور ما لفظه: ولما كان لذوي الهمم العوالي أشد التفات إلى ما يكون عليه خلائفهم بعدهم من الأحوال [3] بشر الله عيسى في ذلك. مما يسره فقال: {وجاعل الذين اتبعوك} (2)، ولو بالاسم {فوق الذين كفروا} (¬2) أي يسترون ما يعرفون من نبوءتك. مما رأوا من الآيات التي أتيت بها مطابقة لما عندهم من البشائر (¬3) بك {إلى يوم القيامة}. وكذا كان لم يزل من اتسم بالنصرانية حقا أو باطلا فوق اليهود، ولا يزالون كذلك إلى أن يعدموا فلا يبقى منهم أحد. انتهى.
فهذا قد جزم بأن المجعولين فوق الذين كفروا هم النصارى، ولم يعتبر الإتباع مفسر، محدث، أديب. ولد بقرية خربة روما من عمل البقاع بلبنان (سنة 809 هـ) وبها نشأ وتعلم وسكن دمشق ودخل بيت المقدس والقاهرة مات بدمشق سنة 885 هـ.
من كتبه: " نظم الدرر قي تناسب الآيات والسور " في التفسير. " مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور ".
البدر الطالع (1/ 19 - 22) ومعجم المؤلفين (1/ 71).
¬_________
(¬1) (4/ 421 - 422).
(¬2) [آل عمران: 155].
(¬3) في التوراة " سفر التكوين الأصحاح الثالث عشر ". "
أن إبراهيم لما فارقه لوط قال الله لإبراهيم: ارفع عينيك وانظر المكان الذي أنت فيه إلى الشمال والجنوب والمشرق والمعرب فإن جميع الأرض التي ترى كلها لك أعطها ولنسلك إلى أبد الأبد ". فنظرنا فرأينا ملك بني إسرائيل ارتفع عن أرض كنعان وما حولها وصار إلى العرب وهو يدل على صحة النبوة فيهم ولا نبي فيهم إلا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
في الإنجيل بشارة يوحنا- الإصحاح السادس عشر-.
" والفارقليط روح القدس، الذي يرسله أبي باسمي، وهو يعلمكم كل شيء وهو يذكركم كلما ما قلت لكم ". وحيث يقول " إنه خير لكم أني انطلق لأني إن لم أذهب لم يأتكم الفارقليط فإذا انطلقت أرسلته إليكم، وإذا جاء ذلك فهو يوبخ العالم على الخطة وعلى الحكم ... ".
الفارقليط- يشير إلى الرسل بعد عيسى عليه السلام- وهو النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. .
وقد تقدم ذكر بشارات من التوراة والإنحيل قي القسم الأول الرسالة رقم [9، 10، 11].

الصفحة 1133