كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 3)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه، وتابعيه إلى يوم الدين.
كتب الفقير إلى الله- سبحانه- يحي بن مطهر (¬1) - غفر الله لهما- إلى القاضي العلامة الحجة البدر الشوكاني- سلمه الله تعالى- سائلا. مما صورته:
عن قول الله تعالى: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن ءامنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} (¬2) إن كان الإيمان المجرد نافعا قبل إتيان بعض الآيات لكونه واقعا في وقته، فما النكتة في ذكر الكسب في الآيات، وجعله مقابلا للأول؟ وإن كان الكسب المجرد نافعا فما النكتة في تقييده بالكون في إيمان؟ أو كان لا بد منهما مثل: {الذين ءامنوا وعملوا الصالحات} (¬3) فما النكتة في ذكر الإيمان المجرد الكائن من قبل؟ وكيف معنى أو عليه؟ وذكرت له أنه قد وقع الإطلاع على بعض شيء مما تكلم به على هذه الآية لم يكشف عن وجه الاستدلال القناع، فعاد
¬_________
(¬1) يحي بن مطهر بن إسماعيل بن يحيى بن الحسين بن القاسم ولد في شهر جمادى الأولى سنة 1190 هـ وطلب العلم على جماعة من مشايخ صنعاء كالقاضي العلامة عبد الله بر مشحم وطبقته، وله جماعات كثيرة.
قال الشوكاني في ترجمته: "البدر الطالع " رقم (585). وهو حال تحرير هذه الترجمة يقرأ على في العضد وحواشيه وفي شرح التجريد للمؤيد بالله وفي شرحي على المنتقى ...... وهو الآن في عمل تراحم لأهل العصر، وقد رأيت بعضا منها فوجدت ذلك فائقا لما بابه، مع عبارات رصينة ومعاني جيدة، وقد سألني بسؤالات وأجبت عليها لرسائل هي في مجموعات الفتاوى، وله جدول مفيد جدا وأشعار فائقة ومعاني رائعة ومكاتباته إلي موجودة في مجموع الأشعار المكتوبة إلي ". توفي المترجم له سنة 1268 هـ. "
البدر الطالع " (رقم 585)، "نيل الوطر" (2/ 411 - 414).
(¬2) [الأنعام: 158]
(¬3) [البقرة: 25، 82]، [آل عمران: 57]، [النساء: 57، 173، 122)، وغيرها كثير في القرآن.

الصفحة 1201