كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 3)

جوابه- كثر الله إفادته- بالإيماء إلى رقم ما تلخص من ذلك لتعلق عليه ما يستفاد به في المقام، ولم يسع إلا الإمساك.
وقد أطال العلامة أبو السعود في تفسيره (¬1) الكلام عليها جدا، وذكر الفهامة الزمخشري في كشافه (¬2) كلاما متينا، إلا أنه جعل أو. بمعنى الواو، قال عليه المحقق السراج في الكشف ما لفظه: اعلم أن الآية من المتشابهات إلا على الراسخين والذي نقول- والعلم عند الله، ومنه التوفيق- أن ظاهر النظم كان يقتضي أن يحصل النفع عند وجود أحد الأمرين من الإيمان أو الكسب، لولا أن الثاني مقيد بقوله: {في إيمانها} كما إذا قلت لا ينفع أحدا مال ليس من حل، أو أ يصرف في واجب أو فعل اقتضى بظاهره النفع إذا وجد أحد الأمرين، أما إذا قلت: أو لم يصرف مع ذلك، أي مع كونه حلا وجب العدول عن ذلك الظاهر، لئلا يبقى ذكر القسم الثاني لغوا في التأويل بأن المراد أفما معا شرطان في النفع والعدول إلى هذه العبارة لتقيد المبالغة في أنهما سيان، وإنما يستحسن إذا كان الأول أعرق بالشرطية كالإيمان والكسب فيه في الآية، وهذا ما انتهى إليه نظر العلامة- رحمه الله- ونحن معه إلا أنا نقول: إنا نعدل إلى التأويل الخاص إذا لم يكن محمله أقوى. وقد وجد في الآية بأن يكون من باب اللف التقديري أي: لا ينفع نفسا إيمانها [1ب] ولا كسبها في الإيمان لم تكن آمنت من قبل أو كسبت فيه خيرا. والترجيح من وجهن:
أحدهما من خارج، وهو ما ثبت (¬3) أن " من قال: لا إله إلا الله خالص مخلصا دخل
¬_________
(¬1) (3/ 147 - 149)
(¬2) (2/ 415)
(¬3) وهو حديث ضعيف أخرجه الطبراني في "الكبير" رقم (15074) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 311) من حديث زيد بن أرقم.
وأورده الهيثمى في "المجمع " (1/ 18) وقال: رواه الطبراني في "الأوسط " و"الكبير" وفي إسناده محمد ابن عبد الرحمن بن غزوان، وهو (وضاع).

الصفحة 1202