كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 3)

الجنة " على ما كان من العمل في ضمن آيات وأحاديث تفوت الحصر.
والثاني: أن الآية وردت تحسيرا للمخلفين وعدهم بالرسول في البداية عند إنزال الكتاب إلى التكذيب به، والصدف عنه.
وعلى شاكلة كلامه كلام بعض الشراح وشراحهم حتى رأيت كلام شيخنا البدر في فتح القدير (¬1)، وكل ذلك لم يكشف عن وجه الاستدلال، لا سيما على ما اختاره أبو السعود (¬2)، وقد قال بقوله، ورجح ما رجحه الكردي في قسط السبيل. مما لم تطمئن إليه النفس.
ولا غرو أن يستروح أحد إلى القول: ينفع مجرد الإيمان فيستريح عن واجبات، ويأتي ما شاء من مقبحات. ولا بد من زيادة قد بين أن المراد بالآيات هي التي تضطرهم إلى الإيمان، وبن البعض (¬3) في حديث بأنه طلوع الشمس من مغربها. وظاهر الآية من أولها
¬_________
= وفي الباب من حديث أنسى وأبي هريرة. .
فأما حديث أنس فقد أخرجه البخاري رقم (128) ومسلم رقم (32) أن النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعاذ رديفه على الرحل قال: " يا معاذ بن جبل! " قلت: لبيك يا رسول الله، وسعديك ثلاثا، قال: " ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه على النار ". .
وأما حديث أبي هريرة فقد أخرجه البخاري رقم (99) قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لقد ظننت يا أبا هريرة! أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من
قال لا إله إلا الله خالص من قلبه أو نفسه".
(¬1) (2/ 187)
(¬2) في تفسيره (3/ 147)
(¬3) يشير إلى الحديث الذي أخرجه مسلم رقم (2703) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه". .
وأخرج مسلم في صحيحه رقم (2759) عن أبي موسى رضي الله عنه، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها "

الصفحة 1203