كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 3)

، وقال سليمان بن عبد الملك لأبي حازم: يا أبا حازم ما لنا عند الله؟ قال: اعرض عملك على كتاب الله، قال تعالى: {إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم} (¬1)، قال: فأين رحمة الله؟ قال: {قريب من المحسنين} (¬2) لا من المحرومين. قال: فأين القربات؟ قال: إنما يتقبل الله من المتقين. قال: فأين قرابتنا من رسول الله؟ قال: {ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع} (¬3) انتهى.
ودل على اعتبار الأعمال مثل قول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (¬4) غير أنه جمع فيها الذين امنوا وعملوا الصالحات.
ومثل حديث " الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " (¬5).
وفي مروج الذهب .... .... .... .... .... .... .... .... .....
¬_________
(¬1) [الانفطار: 13 - 14]
(¬2) [الأعراف: 56]
(¬3) [غافر: 18]
(¬4) [الأنفال: 2 - 4]
(¬5) أخرجه البخاري رقم (9) ومسلم رقم (35) من حديث أبي هريرة وقد تقدم.

الصفحة 1208