كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 3)

الشمس (¬1). وذهب من عدا الجمهور إلى أنه كيفية قائمة به كقيام ضوء الشمس بالشمس، إذا تقرر هذا فكيف يصح أن يقال أن نفس هذه الكيفية هي المجعولة منازل!، قال أبو السعود (¬2): والجعل إن جعل. بمعنى الإنشاء والإبداع فضياء محضا للمبالغة، وإن جعل. بمعنى التصير فهو مفعوله الثاني، أي جعلها ضياء على أحد الوجهين المذكورين، لكن لا أن كانت خالية من تلك الحالة، بل إبداعها كذلك كما في قولهم: ضيق فم الركية، ووسع أسفلها. انتهى.
فعرفت هذا أن الضياء والنور متعلقان بجرم الشمس أو نفس الجرم مبالغة. وعلى كل تقدير فليس المقدر منازل هو ذلك.
البحث السادس: قوله: قال السعد: والظاهر أن المراد بالمنازل البروج، وهو حملي على غير الظاهر إذ البروج (¬3) هي المنازل بعينها، فلم عدل إلى هذا؟ والجواب إن البروج الاثنى عشر هي غير المنازل التي هي ثمانية وعشرون؟ فإن البروج عبارة عن مقدار من دور الفلك، والمنزلة عبارة عن الكوكب الثابت الذي هو واحد من ثمانية وعشرين كوكبا كما تقدم نقله عن النيسابوري (¬4)، .... .... ....
¬_________
= انظر: " قصة الإيمان " لنديم الجسر ص 328، " القرآن والعلم الحديث " عبد الرزاق نوفل ص 180. .
ويقال: " إن الأجرام في السماء ذات الضوء المكتسب هي السيارات التسعة. مما فيها الأرض (وهى التي أسماها القرآن الكواكب) وتوابعها من الأقمار قي المجموعة الشمسية، وما قد يوجد مثلها في السماء، وبن العلم أن قمر الأرض نشأ منها، وإن بقية الأقمار نشأت من الكواكب الأخرى، فاتفق العلم مع القرآن في وجود نوعين من النيرات المظلمة بذاتها في السماء وهي السيارات التي أسماه الكواكب، والتوابع التي منها قمر الأرض ولكنه زاد عليه بتفاصيل كعادته ".
انظر: "التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن " للأستاذ حنفي أحمد ص 170.
وانظر "روح المعاني " للألوسي (11/ 69).
(¬1) ثم قال النيسابوري: " وبذلك يقع اختلاف أحواله من الهلالية والبدرية ... ".
(¬2) قي تفسيره " إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم " (2/ 630).
(¬3) في تفسيره (11/ 56).
(¬4) ثم قال النيسابوري: " وبذلك يقع اختلاف أحواله من الهلالية والبدرية ".

الصفحة 1237