كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 3)

السؤال
الحمد لله من أقعدته رئاسة العلم مقاعد الملوك، ووقرته الأكابر وأذعنت له إذعان المملوك، قنطرة الأحكام، شمس الإسلام، درة تاج الإفادة، ثمرة الإجادة المقتطفة بأكف أحلام أرباب السيادة، طارد الهوج (¬1)، مقيم العوج، من أمات شخص الضلال، فأخره الكاسر لواء من ناوى الحق وأنكره، سلطان أهل الاجتهاد، قائد أعلام معارف النقاد، خذن الأسفار والدفاتر، حافظ السند بظهر قلبه الذاكر، الحجة القائمة على العباد، والفائدة المطلوبة للرشاد، العلامة الأوحد الرباني محمد بن علي الشوكاني عصمه الله عن الزيغ والزلل، وأيقظه عن مخائل الخطأ والخطل، وطهر بتلاوة الكتاب لسانه، ونور بتلاوته جنانة، وحبب إليه معرفة فصله ووصله، وأطلعه على حقائق فضله.
وإن الموجب لرفع أكف الأقلام إلى أعز مقام مذاكرة دارت بين بعض الأعلام أجاب فيها الوالد العلامة شرف الدين الحسن بن على حنش (¬2) - أدام الله فوائده- وذلك بعد النظر في كثير من كتب التفسير، كالكشاف (¬3)، ومفاتيح الغيب (¬4)، وغيرهما فلم
¬_________
(¬1) الهوج: الحمق هوج هوجا فهو أهوج، والأنثى هوجاء، والهوج مصدر الأهوج. وهو الأحمق. لسان العرب (15/ 155)
(¬2) هو الوزير الحسن بن علي بن الحسن بن على بن عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح بن محمد بن صالح ابن محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد بن يحيى بن أحمد بن حنش.
ولد بشهارة في سنة 1153هـ ورحل من وطنه لطلب العلم إلى مدينة صنعاء فأخذ من أعيانها كالسيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير في الحديث، والقاضي العلامة أحمد بن محمد قاطن قرأ عليه في مغني اللبيب ورسالة الوضع للهروي ولما تولى المنصور بالله الخلافة ناط بالمترجم له أعمالا وصيره أحد وزرائه المقربين، وبالغ في تعظمه لكونه شيخه في العلم.
توفي رحمه الله سنة 1225هـ بصنعاء وقبر. بمقبرتها.
البدر الطالع رقم (130) ونيل الوطر (1/ 348 رقم 168)
(¬3) (4/ 221)
(¬4) (23/ 84 - 86)

الصفحة 1265