كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 4)

بسم الله الرحمن الرحيم
أحمدُك لا أحصي ثناء عليك. أنت كما أثنيت على نفسك، وأصلي وأسلم على رسولك وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الراشدين.
قلتم: - كثر الله فوائدكم، ونفع بعلومكم - تحرير السؤال. إن جماعة من المتأخرين يصححون الحديث لكون رجاله ثقات، فتراهم إذا وقفوا على قول أحد من الحفاظ. إن رجال هذا السند ثقات أو بحثوا في التقريب (¬1) أو نحوه (¬2).
فوجدوا توثيق رجال سند حكموا على الحديث بالصحة، وهذا كثيرًا ما يقع في شرح المناوي (¬3) حتى أنه اعترض على السيوطي (¬4) لما رمز لحسن حديث "أمروا النساء في أنفسهن" (¬5) فقال:
¬_________
(¬1) وهو تقريب التهذيب لـ (أحمد بن علي بن حجر العسقلاني) طبع عدة مرات.
(¬2) "الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة" للإمام الذهبي ت 748 هـ ط. أولى سنة 1403هـ - 1983م دار الكتب العلمية.
"وتهذيب التهذيب" لـ (أحمد بن علي بن حجر العسقلاني). ط أولى 1416 هـ - 1996 م مؤسسة الرسالة.
(¬3) في فيض القدير شرح الجامع الصغير (1/ 56 رقم: 18).
(¬4) في الجامع الصغير رقم: (18).
(¬5) أخرجه أبو داود رقم: (2095) وعنه البيهقي (7/ 115) من طريق إسماعيل بن أمية: ثني الثقة: عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أمروا النساء في بناتهن" وهو حديث ضعيف.
وقال الألباني في الضعيفة (3/ 677): وهذا إسناد ضعيف لجهالة "الثقة" فإن مثل هذا التوثيق لشخص مجهول العين عند غير الموثق غير مقبول كما هو مقرر في "الأصول" ولذلك رمز السيوطي لحسنه غير حسن إن صح ذلك عنه، فإن المناوي قد نص في مقدمة "فيض القدير" على ما يجعل الواقف على الرمز لا يثق به، ومع ذلك فكثيرًا ما يقول: كما قال في هذا الحديث "ورمز المؤلف لحسنه" ويقره وهو غير مستحق له، كما ترى، بل قلده في الكتاب الآخر، فقال في التيسير: " ... بإسناد حسن".

الصفحة 1605