كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 4)

وزاد أبو داود (¬1) وكان (¬2) مرجئا، وساق جماعة انتهى. فعلى هذا لكلامه وجه (¬3)،
¬_________
(¬1) ذكره الكلاباذي في رجال صحيح البخاري (1/ 82).
(¬2) المرجئة من الإرجاء وهو التأخير والإمهال. قال تعالى: [قالوا أرجه وأخاه] [الشعراء: 36] القاموس المحيط (ص 1660).
وفي الاصطلاح كانت المرجئة في آخر القرن الأول تطلق على فئتين كما قال الإمام ابن عيينة:
1 - \ قوم أرجئوا أمر عثمان وعلي فقد مضى أولئك.
2 - \ فأما المرجئة اليوم فهم يقولون: الإيمان قول بلا عمل واستقر المعنى الاصطلاحي للمرجئة عند السلف على المعنى الثاني "إرجاء الفقهاء" وهو القول بأن: الإيمان التصدق أو التصديق والقول، أو الإيمان قول بلا عمل. (أي أخرج الأعمال من مسمى الإيمان) وعليه فإن: من قال الإيمان لا يزيد ولا ينقص. وأنه لا يجوز الاستثناء في الإيمان من قال بهذه الأمور أو بعضها فهو مرجئ.
قال ابن تيمية في منهاج السنة (7/ 231): حدثت بدعة المرجئة في أواخر عصر الصحابة، في عهد عبد الملك بن مروان وعبد الله بن الزبير، وعبد الملك توفي سنة 86 هـ وابن الزبير قتل سنة 73 هـ.
انظر مزيدًا من التفاصيل عن ذلك.
الإبانة (2/ 903)، الملل والنحل (1/ 139)، منهاج السنة (1/ 309).
(¬3) قال ابن حجر في هدي الساري (ص 392): له في صحيح البخاري حديث واحد في المغازي في قصة أبي موسى الأشعري أخرجه له بمتابعة شعبة - رقم: (1565، 1724، 1795، 4397) - وسفيان رقم: (1559) - وروى له مسلم - في صحيحه رقم: (6/ 686) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد، جميعًا عن القاسم بن مالك قال عمرو: حدثنا قاسم بن مالك المزني حدثنا أيوب بن عائذ الطائي عن بكير بن الأخنس. عن مجاهد عن ابن عباس قال: "إن الله فرض الصلاة على لسان نبيكم -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على المسافر ركعتين، وعلى المقيم أربعًا، وفي الخوف ركعة" - والترمذي - في السنن رقم: (614) وقال هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى.
حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني الكوفي حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا غالب أبو بشر عن أيوب بن عائذ الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب كعب بن عجرة قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي، فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم؛ فليس مني ولست منه، ولا يرد علي الحوض، ومن غشي أبوابهم أو لم يغش؛ فلم يصدقهم في كذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم؛ فهو مني، وأنا منه وسيرد علي الحوض.
يا كعب بن عجرة! الصلاة برهان، والصوم جنة حصينة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، يا كعب بن عجرة! إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به".
وهو حديث صحيح.

الصفحة 1664