كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 4)
غيره انتهى.
وقد ورد في رواية البخاري (¬1) في النكاح بلفظ: ذكروا الشؤم فقال: إن كان في شيء (¬2) ففي .. ولمسلم (¬3) إن يك من الشؤم شيء حق وفي رواية (¬4) أخرى: "إن كان الشؤم في شيء"، وكذا في حديث جابر عند مسلم (¬5) وكذا في حديث سهل بن سعد عند البخاري (¬6) في كتاب الجهاد وذلك يقتضي عدم الجزم بذلك بخلاف ما في حديث ابن عمر (¬7) بلفظ: "الشؤم في ثلاث" وبلفظ آخر: "إنما الشؤم في ثلاث" ونحو ذلك مما تقدم.
قال ابن العربي (¬8) معناه إن كان خلق الله الشؤم في شيء فيما جرى من بعض العادة فإنما يخلقه في هذه الأشياء.
قال المازري (¬9) محل هذه الرواية إن يكن الشؤم حقًا فهذه الثلاث أحق به بمعنى أن النفوس يقع فيها التشاؤم بهذه أكثر مما يقع بغيرها. وروى أبو داود (¬10) في الطب عن ابن القاسم عن مالك أنه سئل عن حديث الشؤم في ثلاث فقال: كم من دار سكنها أناس فهلكوا، قال المازري (¬11) فيحمله مالك على ظاهره، والمعنى أن قدر الله ربما اتفق به ما
¬_________
(¬1) في صحيحه رقم (5094).
(¬2) وتمامه "ففي الدار والمرأة والفرس".
(¬3) في صحيحه رقم (117/ 2225).
(¬4) في صحيحه رقم (119/ 2226).
(¬5) في صحيحه رقم (120/ 2227).
(¬6) في صحيحه رقم (5095).
(¬7) عند البخاري في صحيحه رقم (5093).
(¬8) ذكره الحافظ في "الفتح" (6/ 61).
(¬9) في "المعلم بفوائد مسلم" (3/ 104).
(¬10) في "السنن" (4/ 237) وهو حديث صحيح مقطوع قاله الألباني في صحيح أبي داود (3922).
(¬11) في "المعلم بفوائد مسلم" (3/ 104).