كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 5)

يثخن في الأرض} (¬1) وقوله {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما آخذتم عذاب أليم} (¬2) وقوله: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا} (¬3).
وهكذا نهيه رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- عن الاستغفار للمشركين (¬4) وغيره ذلك من الآي، ويدل على ذلك أيضًا حدي أبي سيعد قال: خرج رجلان في سفر، فحضرت الصلاة وليس معهما ماء، فتيمما صعيديا طيبا، فوجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة الوضوء ولم يعده الآخر، ثم أتيا رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد: أصبت السنة وأجزتك صلاتك، وقال للذي توضأ ,أعاد لك من الأجر مرتين أخرجه أبو داود (¬5) والنسائي (¬6) والدارمي (¬7) والحاكم (¬8) وابن السكن (¬9) والدارقطني (¬10) وهو في كثير من المؤلفات أهل البيت- عليهم السلام- ففي هذا ا لحديث دليل على عدم التصويب للتنصيص على أن المصيب للسنة أحدهما فقط والآخر لم يصبها ولو كانت الشريعة أحدا دائرًا بين مرادات
¬_________
(¬1) [الأنفال: 67]
(¬2) الأنفال: 67
(¬3) التوبة:84
(¬4) قال تعالى {استغفر لهم أو لا تستغفر هم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين [التوبة:80]
(¬5) في السنن رقم (338)
(¬6) في السنن (1/ 213 رقم 433).
(¬7) في السنن (1/ 576 رقم 771)
(¬8) في المستدرك (1/ 178 - 179) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين
(¬9) ذكره الحافظ في التخليص (1/ 156)
(¬10) في السنن (1/ 188 - 189 رقم 1، وه حديث حسن

الصفحة 2153