كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 5)

بسم الله الحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله الأكرمين، وصحبه الأفضلين:
وبعد:
فإنه وقع البحث مع جماعة من أهل العلم- كثر الله فوائدهم- فيما ورد في الرفع من السجود، وطلبوا مني النظر في ذلك فأقول:
اعلم أن الروايات كلها عن العدد الجم من الصحابة (¬1) - رضي الله عنهم- عن رسول
¬_________
(¬1) (منها) عند افتتاح الصلاة: فقد روي ذلك عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو خمسين رجلًا من الصحابة منهم العشرة المبشرين بالجنة. فقد روي حديث رفع اليدين من حديث أبي بكر، وعمر، وعلي، وابن عمر، ومالك بن الحويرث، وجابر، وأبي هريرة، وأبي موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس، وعمير الليثي، والبراء بن عازب، ووائل بن جحر ... وغيرهم.
أما حديث أبي بكر. فقد أخرجه البييهقي في «السنن الكبرى» (2/ 73 - 74) وقال البيهقي رواته ثقات.
وأما حديث عمر، فقد أخرجه البيهقي أيضًا في «السنن» (2/ 74).
وأما حديث علي، فقد أخرجه أحمد (1/ 73) والبخاري في رفع اليدين رقم (921) وأبو داود رقم (744) والترمذي رقم (3323) وابن ماجه رقم (864) والدارقطني (1/ 287 رقم1) والبيهقي (2/ 74) وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأما حديث بن عمر، أخرجه البخاري رقم (736) ومسلم رقم (22/ 290) عن بن عمر قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يكونا حذو منكبيه ثم يكبر».
وأما حديث مالك بن الحويرث أخرجه البخاري رقم (737) ومسلم رقم (391) والطيالسي في «المسند» (1/ 176 رقم 1253) وأحمد (3/ 346) والدرامي (1/ 285) والنسائي (2/ 123) وأبو داود رقم (745) وابن ماجه رقم (859) وأبو عوانة (2/ 94) والدارقطني (1/ 292 رقم 15) والبيهقي (2/ 71). وهو حديث صحيح.
وأما حديث جابر، أخرجه أحمد (3/ 310) وابن ماجه رقم (868) وهو حديث صحيح.
وأما حديث أبي هريرة، أخرجه أبو داود رقم (738) وابن ماجه رقم (860) والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (1/ 224) وهو حديث صحيح.
وأما حديث أبي موسى. فقد أخرجه الدارقطني (1/ 292 رقم 16) ورجاله ثقات.
وأما حديث عبد الله بن الزبير، فقد أخرجه أبو داود رقم (739) وهو حديث صحيح.
وأما حديث عبد الله بن عباس. فقد أخرجه أحمد (1/ 327) وأبو داود رقم (740) وابن ماجه رقم (865) وهو حديث صحيح.
وأما حديث عمير الليثي. فقد أخرجه ابن ماجه رقم (861) والطبراني في «الكبير» (17/ 48 رقم 104) وأبونعيم في «الحلية» (3/ 358) ووهم ابن ماجه فسماه عمير بن حبيب وإنما هو عمير بن قتادة الليثي. وهو حديث صحيح.
وأما حديث البراء، فقد أخرجه أبو داود رقم (749) والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (1/ 224) والدارقطني (2/ 293 رقم 18 - 21 - 23) والبيهقي (2/ 76) وهو حديث ضعيف.
وأما حديث وائل بن حجر. فقد أخرجه مسلم رقم (401) وأبو داود رقم (724، 726) والنسائي (2/ 123) وابن ماجه رقم (867) والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (1/ 223) والدارقطني (1/ 292 رقم 14) والبيهقي (2/ 7) وأحمد (4/ 316 - 317) وهو حديث صحيح.
(ومنها): الرفع عند الركوع وعند الاعتدال:
أخرج البخاري رقم (737) ومسلم رقم (26/ 391) عن مالك بن الحويرث قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرفع يديه إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع حتى يبلغ بهما فروع أذنيه. وهو حديث صحيح.
وأخرج البخاري في صحيحة رقم (739) عن نافع أن ابن عمر: «كان إذا دخل في الصلاة كبر ورفع يديه، ورفع ذلك ابن عمر إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو حديث صحيح.
وانظر: «كتاب رفع اليدين في الصلاة» للبخاري (ص22) فقد قال: وكذلك يروى عن سبعة عشر نفسًا من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنهم كانوا يرفعون أيديهم عند الركوع ثم ذكرهم.

الصفحة 2629