كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 6)

وأخرجه (¬1) وعنه أيضًا من طريق أخرى، وفيها أحمد بن رشد بن خثيم عن عمه سعيد بن خثيم، وهما ضعيفان، ومما أستدلوا به ما أخرجه النسائي (¬2) من حديث أبي هريرة بلفظ (3أ): قال نعيم المجمر: صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ثم قرأ بأم القرآن، وفيه: إذا سلم والذي نفسي بيده، لأشبهكم صلاة برسول الله _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_
وقد صحح هذا الحديث ابن خزيمه (¬3) وابن حبان (¬4) والحاكم (¬5)، وقال على شرط البخاري ومسلم. وقال البيهقي (¬6): صحيح الإسناد، وله شواهد (¬7)
وقال الخطيب (¬8): صحيح ثابت لا يتوجه إليه تعليل. ومما استدلوا به حديث أبي
¬_________
(¬1) الدارقطني في "السنن" (1 - 305).
قال الدارقطني في "السنن" (1) بعد سرد احاديث هؤلاء وغيرهم ما لفظه: "وروي الجهر بسم الله الرحمن الرحيم عن النبي _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ من أصحابه وأزواجه غير من سمينا، كتبنا أحاديثهم بذلك في كتاب الجهر بها مفردا واقتصرنا على ما ذكرنا هنا طلبا للاختصار والتخفيف.
(¬2) في "السنن" (2) عن نعيم المخمر، قال: صليت وراء أبي هريرة رضي الله عنه فقرأ: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" ثم قرأ بأم القرآن. حتى إذا بلغ: (وَلَا الضَّالِّينَ) قال "آمين"ويقول كلما سجد، وإذا قام من الجلوس: الله أكبر، ثم يقول إذا سلم: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_. وإسناده ضعيف
(¬3) في صحيحه رقم (499).
(¬4) فيصحيحه (1802).
(¬5) في "المستدرك" (1) وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي
(¬6) في " السنن الكبرى " (246) وهو حديث ضعيف
(¬7) قال البيهقي في "السنن" (2) وقال الأشبيلي في"مختصر الخلافيات" (2) رواة هذا الحديث كلهم ثقات مجمع على عدالتهم محتج بهم في الصحيح.
(¬8) في أول كتابه الذي وضعه في الجهر بالبسمله في الصلاة فرواه من وجوه متعددة مرضية ثم قال: هذا قاله النووي في "المجموع" (3).

الصفحة 2689