كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 6)
أقول: - حامدا الله عز وجل -، مصليا مسلما على رسوله وآله. إني قد حررت أكثر هذه المسائل وأجوبتها ودلائلها والجمع بين ما اختلف منها في مؤلفاتي (¬1)، وطولت مباحثها، وأوضحت راجحها من مرجوحها، وسأذكر ها هنا [1أ] في جواب السائل - عفاه الله - ما ينتفع به، وأن قل - فخير الكلام ما أفاد -.
أما الجواب عن المسألة الأولى: فاعلم انها قد تضافرت الأدلة الدالة على مشروعية الصلاة عليه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عند ذكره، فمن ذلك حديث: "البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي" أخرجه التزمذي (¬2) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وقال (¬3): حسن صحيح.
ومن ذلك حديث جابر بن سمرة قال: صعد النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - المنبر فقال: "آمين آمين آمين "فلمل نزل سأل عن ذلك فقال: "أتاني جبريل - فذكر الحديث - وفيه رغم أنف من ذكرت عنده فلم يصل علي" أخرجه الطبراني (¬4)، وفي إسناد إسماعيل بن أبان الغنوي (¬5)، كذبه يحيى بن معين وغيره (¬6).
ولكنه قد أخرج الطبراني (¬7) أيضًا من حديث كعب بن عجرة أن رسول الله -صلى
¬_________
(¬1) انظر " نيل الأوطار" (1).
(¬2) في "السنن" رقم (3546). وهو حديث صحيح وقد تقدم.
(¬3) في "السنن" (5).
(¬4) في "المعجم الكبير" (2 رقم 2022).
وقال الهيثمي في "المجمع" (8) رواه الطبراني بأسانيد وأحدها حسن.
(¬5) انظر "تهذيب التهذيب" (1).
(¬6) قال البخاري: متروك، تركه أحمد والناس.
وقال أبو داود: كان كذابا. نظر: "تهذيب التهذيب" (1).
(¬7) في "المعجم الكبير" (19 رقم 319).
قلت: وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4 - 154) وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبى.