كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 6)
ذلك في كل أسبوع لغير عذر شرعي، ويقتدي به في ذلك كثير من العوام، وإذا انكر عليهم أحد ولو من أهل بيت النبوة - عليهم السلام - أو من شيعتهم الكرام أجابوا عليه بما يتمثل به الطغام، الذين قال لهم: قال الله تعالى، قال رسول الله: كل يصلي كيف ما شاء الله، والسر القبول. فما يقول العلماء في هذه الحركات المستنكرة المبتكرة المجانبة لما وردا عن نبينا المصطفى - صلى الله وسلم عليه وعلى آله الخيار - وأصحابه أهل الصدق والوفاء فهل يذجر من ظهر منهم الأصرار ردعا له عن ذلك، وعن التفريق بين المؤمنين المنهي عنه، إذا هو مما اتخذا لأجله بنو غنم بن عوف (¬1) مسجد الضرار فاقتدوا في [ ...... ] (¬2) وأكشفه عن وجه البدعة النقاب - لا برحتم أهل جلاء المشكلات وحل المعضلات؟ - نعم وقد كرر بعض الجهابذة أن من جملة الكبائر التعدي على وظيفة غمام الراتب فيه قهرا على صاحبها، لأنه من غصب المناصب، وهو أولى بالكبيرة من
¬_________
(¬1) قال تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) [التوبة: 107].
* قال الطبري في "جامع البان " (7 /ج11 - 24): والذين ابتنوا مسجدا ضرارا لمسجد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وكفرا بالله لمحادتهم بذلك رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويفرق به المؤمنين ليصلي فيه بعضه دون مسجد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وبعضهم في مسجد رسو الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فيختلفوا بسبب ذلك ويفترقوا: (وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ) يقول: واعدادا له، لأبي عامر الكافر الذي خالف الله ورسوله وكفر بهما وقاتل رسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، من قبل، يعني من قبل بنائهم ذلك المسجد، وذلك أن أبا عامر هو الذي كان حزب الأحزاب، يعني حزب الأحزاب لقتال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلما خذله الله، بحق الروم يطلب النصر من ملكهم على نبي الله وكتب إلى أهل مسجد الضرار يأمرهم ببناء المسجد. .. ".
وانظر: "السيرة النبوية " لابن هشام (4). "الدر المنثور" (3 - 277).
(¬2) كلمة الغي مقروءه في المخطوط.