كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 6)

الجواب عن حديث عائشة الذي نقل (¬1) سيدي محمد الأمير (¬2) - رحمة الله - عن الدراقطني (¬3) تصحيحه " كان - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يقصر في السفر، ويتم، ويصوم ويفطر " وحديثها أيضًا الذي أخرجه البيهقي (¬4) أنها اعتمرت معه - صلى الله عليه
¬_________
(¬1) في " سبل السلام " (3). بتحقيقي.
(¬2) أي محمد إسماعيل الأمير الصنعاني.
(¬3) في " السنن " (2/ 189 رقم 44) وقال: هذا إسناد صحيح.
(¬4) في " السنن الكبرى " (3) وقال: إسناد صحيح.
وذكر صاحب " التنقيح " أن هذا المتن منكر. فإن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يعتمر في رمضان قط ". قلت: وهو حديث ضعيف.
قال ابن القيم في " زاد المعاد " (1) وقد روى: كان يقصر وتتم " وكذلك يفطر وتصوم أي: تأخد في بالعزيمة في الموضعين قال شيخنا ابن تيمية: وهذا باطل ما كانت أم المؤمين لتخالف رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وجمع أصحابه فتصلي خلاف صلاتهم وفي الصحيح عنها رضي الله عنها: "إن الله فرض الصلاة ركعتين وركعتين فلما هاجر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة زيد في الصلاة الحصر وأقرت صلاة السفر " -تقدم - فكيف يظن بها مع ذلك أنها تصلي خلاف صلاته وصلاة المسلمين معه. قلت: وقد أتمت عائشة بعد موته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ابن عباس وغيره. إنها تأوله كما تأول عثمان. أخرجه مسلم في صحيحه رقم (685): قال الزهري: فقلت لعروة: ما بال عائشة تتم في السفر؟ قال: إنها تأولت ما تأول عثمان.
قال القرطبي في " المفهم " (2/ 327): وأولى ما قيل في ذلك - التأويل - أنهما تأولاً: أن القصر رخصة غير واجبة.

الصفحة 3132