كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 6)

في صلواتهم التي كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، وليعلموا دخولهم تحت قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -[6 أ]-: " ليس التفريط في النوم، وإنما التفريط في اليقظة، وذلك بأن تؤخر الصلاة حتى يدخل وقت أخرى " (¬1) ودخولهم تحت قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: " من جمع بين الصلاتين فقد أتى بابا من أبواب الكبائر " (¬2) كما روي ذلك مرفوعا. وليعلموا أيضًا أنهم من القوم الذين يميتون الصلاة وقد ذمهم الشارع بما هو معروف.
والحاصل أنهم مخالفون لهديه الدائم المستمر منذ ثلاث وعشرين سنة، ومتمسكون بما هو خارج عن مطلوبهم خروجا أوضح من شمس النهار، وعلى نفسها براقش تجني. وفي هذا المقدار كفاية لمن له هداية. انتهى الجواب والله الموفق للصواب [6ب].
¬_________
(¬1) أخرجه مسلم في صحيحه رقم (881) وأبو داود رقم (437) و (441) وأحمد (5) والترمذي رقم (177) والنسائي (1) وابن ماجه في صحيحه رقم (989) من طرق عن قتادة قال: قال سول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " ليس في النوم تفريط إنما على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت صلاة أخرى ". وهو حديث صحيح.
(¬2) تقدم تخريجه وهو حديث ضعيف جدا.

الصفحة 3155