كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 6)

رجب كان كصيام سنة، ومن صام سبعة أيام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم، ومن صام ثمانية أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنة، ومن صام عشرة أيام لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه، ومن صام خمسة عشر يوما نادي مناد من السماء قد غفرت لك ما سلف فاستأنف العمل، قد بدلت سيآتك حسنات، ومن زاد زاده الله، وفي رجب حمل نوح في السفينة فصام نوح وأمر من معه أن يصوموا، وجرت بهم السفينة ستة أشهر ".
ومنها: أخرجه الطبراني من حديث بن أبي راشد بنحو حديث أنس السالف.
ومنها: ما أخرجه الخلال (¬1) من حديث أبي سعيد بلفظ: " رجب من شهور الحرم، وأيامه مكتوبة على باب السماء السادسة، فإذا صام الرجل منه يوما وجدد صومه بتقوى الله نطق اليوم وقالا: يا رب أغفر له، وإذا لم يتم صومه بتقوى الله لم يستغفرا له، وقيل له خدعتك نفسك ".
وأخرج أبو الفتح بن أبي الفوارس في أماليه عن الحسن مرسلا أنه قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: " رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي " (¬2).
¬_________
(¬1) كما في " كنز العمال " رقم (53165).
قلت: وأخرجه الأصبهاني في " الترغيب " رقم (1850). وهو حديث ضعيف.
(¬2) أخرجه البيهقي في " فضائل الأوقات " رقم (10) وقال: هذا منكر بمرة.
وقال ابن حجر في " تبيين العجب " (ص24) تعقيبا على كلام البيهقي: بل هو موضوع ظاهر الوضع، بل من وضع نوح الجامع، وهو أبو عصمة الدين، قال عنه ابن المبارك، لما ذكره لو كيع: عندنا شيخ يقال به: أبو عصمة، كان يضع الحديث. وهو الذي كانوا يقولون فيه: نوح الجامع جمع كل شيء إلا الصدق، وقال الخليلي: أجمعوا على ضعفه.
وأوره الشوكاني في " الفوائد المجموعة " (47 - 48) وقال: موضوع ورجال مجهولون.

الصفحة 3211