كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 8)

(لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) (¬1) وقال: (لتجزى كل نفس بما تسعى) (¬2) وقال- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "لا يجني جان إلا على نفسه" (¬3) وقال- عز وجل- في تسويغ المعاقبة {وإن عاقبتهم فعاقبواْ بمثل ما عوقبتم به} (¬4) وقال: {وجزاء سيئة مثلها} (¬5) وقال: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} (¬6).
¬_________
(¬1) [البقرة: 286].،
(¬2) [طه: 15].
(¬3) أخرجه الترمذي رقم (2248) وأبو داود رقم (3318) وأحمد (4/ 186) والنسائي (6/ 247) وابن ماجه رقم (3055) والطبراني في الكبير (17/ 31\ 32 - رقم58) من حديث سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه ...
وهو حديث صحيح.
(¬4) [النحل: 126].
(¬5) [الشورى: 40].
(¬6) [البقرة: 194] قال الشوكاني في "فتح القدير" (2/ 318): في قوله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب}: ومن شدة عقابه أنه يصيب بالعذاب من لم يباشر أسبابه، وقد وردت الآيات القرآنية بأنه لا يصاب أحد إلا بذنبه، ولا يعذب إلا بجنايته فيمكن حمل ما في هذه الآية على العقوبات التي تكون بتسليط العباد بعضهم على بعض، ويمكن أن تكون هذه الآية خاصة بالعقوبات العامة، والله أعلم ويمكن أن يقال: إن الذين لم يظلموا قد تسببوا للعقوبات بأسباب كترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فتكون الأسباب المتعدية للظالم إلى غيره مختصة بمن ترك ما يجب عليه عند ظهور الظلم".
وأخرج أبو داود رقم (4338) والترمذي رقم (2168) عن أبي بكر رضي الله عنه قال: يا أيها الناس: إنكم تقرؤون هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} [المائدة: 105] وإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه".
وهو حديث صحيح.
وانظر: "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (28/ 212 - 215).

الصفحة 3777