كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 9)

الحسن، عن سمرة؛ فرجال إسناديهما متحدون، إلا أن النسائي لم يرو عن عمرو بن عون إلا بواسطة، ولم يرو عنه كما روى عنه أبو داود، ومحمد بن داود (¬1) الذي روى النسائي عنه هو المصيصي. أخرج له أبو داود غير هذا الحديث كما أخرج له النسائي، وقال لا بأس به (¬2)، وقال أبو داود: ما رأيت أعقل منه، وقال في التقريب (¬3) إنه ثقة فاضل، وأما بقية رجال السند فعمرو بن عون هو السلمي الواسطي، وهو ثقة حجة. أخرج له الجماعة كلهم (¬4)، وأما هشيم (¬5) فهو الإمام المشهور، وكذلك قتادة والحسن، وأما موسى بن السائب (¬6) فقد وثقه أحمد بن حنبل، وليس العلة هاهنا إلا ما قيل من أن الحسن لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة (¬7). وقيل لم يسمع منه شيئًا. فالحديث لهذه العلة ضعيف، إلا ما قيل من تدليس بعض رجال الإسناد؛ فإن رجال الحديث المعتبرين لم
¬_________
(¬1) هو محمد بن داود بن صبيح أبو جعفر المصيصي.
" تهذيب التهذيب " (3/ 557).
(¬2) ذكره ابن حجر في " تهذيب التهذيب " (3/ 557).
(¬3) (2/ 160 رقم 200).
(¬4) ذكره ابن حجر في " تهذيب التهذيب " (3/ 296).
(¬5) هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية بن أبي حازم الواسطي.
" تهذيب التهذيب " (4/ 280 - 282).
(¬6) هو موسى السائب أبو سعدة البصري ويقال الواسطي.
" تهذيب التهذيب " (4/ 175).
(¬7) أخرجه أحمد (5/ 7 - 8، 12، 17 - 18، 22) وأبو داود رقم (2838) والترمذي رقم (1522) والنسائي (7/ 166 رقم 4220) وابن ماجه رقم (365) والحاكم (4/ 237) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
وهو حديث صحيح.
وقد روى البخاري والنسائي عن الحسن أنه سمع هذا الحديث من سمرة فانتفت شبهة التدليس.
انظر: " فتح الباري " (564). وانظر (الإرواء) رقم (1165).

الصفحة 4702