كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 10)

بسم الله الرحمن الرحيم
وأحمده وأستعينه وأستهديه.
نظرت فيما سأل عنه الأخ النقاب، علامة السنة والكتاب محمد بن علي العمراني (¬1) - عمر الله قلبه بالتقوى - سيدي العلامة شيخ المحققين الرباني محمد الشوكاني - أجزل الله مثوبته - عما وقع بخيال السائل من أن كلام السيد العلامة الحسن - رحمه الله تعالى - بمحل من الانتظام والصحة. فأجاب عنه المسئول - تولى الله مكافأته - بالجواب البسيط، فأبان فيه عما اقتضاه أنظاره عن كثير من التخليط، وشاجح في كثير من ذلك بعض تلامذته - كثرهم الله تعالى - وعول السائل النقاب علي في النظر في السؤال والجواب، وجواب الجواب، وأفعل ما ترجح عندي في ذلك الباب.
فأقول - وإن كان الفضل في ذلك للأول بلا ارتياب -: الذي ترجح عندي في هذه المسألة هو الذي عليه الناس قبل الجلال (¬2) - رحمه الله - أعني القول بعدم اختصاص الحد
¬_________
(¬1) هو محمد بن علي بن حسين العمراني ثم الصنعاني. ولد سنة 1194.
اشتغل بطلب علوم الاجتهاد على جماعة من علماء العصر كالسيد العلامة الحسن بن يحيى الكبسي، والقاضي العلامة عبد الله بن محمد مشحم.
وقد ترجم له الشوكاني في " البدر الطالع " رقم (476) فقال: وقد سمع علي غالب الأمهات الست وفي العضد وحواشيه والمطول وحواشيه. والكشاف وحواشيه
وله مصنف على سنن ابن ماجه جعله أولا كالتخريج ثم جاوز ذلك إلى شرح الكتاب.
" نيل الوطر " (2/ 292).
(¬2) في ضوء النهار (4/ 2270) وقد تقدم في الرسالة (154).
وفي حاشية المخطوط: قد ذهبت الأزارقة من الخوارج إلى أنه لا حد على قاذف الرجل، وعده الشهرستاني مما تفردوا به.
(أ): وهم أصحاب أبي راشد نافع بن الأزرق الذين خرجوا مع نافع من البصرة إلى الأهواز.
وكان مع نافع من أمراء الخوارج عطية بن الأسود الحنفي. ومن بدعهم وهي ثمانية:
إسقاط الرجم عن الزاني، إذ ليس في القرآن ذكره، وإسقاط حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال، مع وجوب الحد على قاذف المحصنات من النساء.
أنهم كفروا عليا رضي الله عنه، وعثمان وطلحة والزبير
اجتمعت الأزارقة على أن من ارتكب كبيرة من الكبائر كفر كفر ملة خرج به عن الإسلام جملة ويكون مخلدا في النار مع سائر الكفار.
" الملل والنحل " (1/ 137 - 141).

الصفحة 4767