كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 1)
"كان رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا خطب يقوم إلى جذع من جذوع النخل، فلما صنع المنبر وقام عليه، سمعوا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار، حتى جاء النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فوضع يده عليها، فسكنت". ولهذا الحديث طرق، وألفاظ ثابتة في الصحيحين وغيرهما.
ومن دلائل نبوته- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تكليم الشجر له.
ومن ذلك ما في الصحيحين (¬1) وغيرهما عن معن بن عبد الرحمن قال: " سمعت أبي يقول: سألت مسروقا: من آذن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجن ليلة استمعوا القرآن؟ قال: حدثني أبوك، يعني عبد الله بن مسعود أنه قال: آذنته (¬2) بهم شجرة".
ومن دلائل نبوته- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما في الصحيحين (¬3) وغيرهما عن أنس "أن النبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دعا بماء، فأتى بقدح رحراح (¬4)، فجعل القوم يتوضئون".
وفي لفظ (¬5): "فانطلق رجل من القوم فجاء بقدح فيه ماء يسير"، وفي لفظ (¬6) لهما: "فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-"، وفي لفظ لهما: "فتوضأ الناس وشربوا"، وفي لفظ البخاري (¬7): " فشربنا، وتوضأنا، قلت كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة ". وفي لفظ للبخاري (¬8) أيضا: " كنا ألفا وأربعمائة أو أكثر من ذلك" وكذا لفظ مسلم (¬9)، وللحديث طرق وألفاظ في
¬_________
(¬1) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (3859) ومسلم في صحيحه رقم (450)
(¬2) آذنته: آذن بالمد: أعلم. مختار الصحاح ص 12
(¬3) أخرجه البخاري رقم (200) ومسلم رقم (2279).
* رحراح: الواسع القصير الجدار
(¬4) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (3574).
(¬5) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (3574)
(¬6) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (3573) ومسلم في صحيحه رقم (2279)
(¬7) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (4152)
(¬8) في صحيحه رقم (5639)
(¬9) في صحيحه رقم (1856)