كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 1)
ومن ذلك ما في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة (¬1)، وأبي سعيد، وسلمة بن الأكوع قالوا: "كنا في مسير لنا مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فنفدت أزواد القوم، حتى هموا بنحر بعض حمائلهم، فقال عمر: يا رسول الله، لو جمعت ما بقي من أزواد القوم، فدعوت الله عليها! قال: ففعل، فجاء ذو البر ببره، وذو التمر بتمره، وذو النوى بنواه، فدعا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عليها ثم قال: خذوا في أوعيتكم، فأخذوا في أوعيتهم، حتى ما تركوا في المعسكر وعاء إلا ملئوه، فأكلوا حتى شبعوا، وفضلت فضلة، فقال عند ذلك رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بها عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة".
وفي صحيح مسلم (¬2) من حديث سلمة في غزوة خيبر قال: "أمرنا أن نجمع ما في أزوادنا (يعني من التمر) فبسط نطعا فنثرنا عليه أزوادنا، قال: فتطاولت، فنظرت فحرزته كربضة شاة، ونحن أربع عشرة مائة، فأكلنا، ثم تطاولت فحرزته كربضة الشاة".
وفي البخاري (¬3)، قال: " فتطاولت لأحزره كم هو، فحرزته كربضة المعز، ونحن أربع عشرة مائة، فأكلنا حتى شبعنا جميعا، ثم حشونا جريبنا".
ومن ذلك ما في صحيح مسلم (¬4) من حديت جابر، قال: "جاء رجل إلى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يستطعمه، فأطعمه شطر وسق شعير، فما زال الرجل يأكل منه، وامرأته وضيفهما، حتى كاله، فأتى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: لو لم تكله لأكلتم منه، ولقام لكم".
¬_________
(¬1) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (2484) ومسلم في صحيحه رقم (27) من حديث أبي هريرة.
(¬2) رقم (1729)
(¬3) في صحيحه رقم (2484) بنحوه مختصرا
(¬4) في صحيحه رقم (2281)