كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 12)

وقال (¬1): حسن صحيح والحاكم (¬2) وقال صحيح، أنه قال: «كان رسول الله ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ إذا ذهب ربعُ الليل قام فقال: أيُّها الناسُ اذكروا اذكروا، جاءت الراجفةُ تتبعها الرادفةُ، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه فقال: أبيّ بن كعب يا رسول الله، كم أجعلُ لك من صلاتي قال: «ما شئت». قلت: الربعُ قال: «ما شئت، وإن زدت فهو خير لك» قلت: النصفُ. قال: «ما شئتُ وإن زدتَ فهو خير لك». قلت: أجعل لك صلاتي كلَّها؟ قال: «إذن تكفى همَّكَ، ويُغْفَرُ ذنبُك» وفي لفظ: «ما أهمَّك من أمر دنياك وآخرتك» (¬3) والمراد بالصلاة هنا الدعاءُ الذي من جملته الصلاةُ على رسول الله ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ، وليس المراد الصلاةَ ذاتَ الأذكار والأركان كما أوضحنا ذلك في غير هذا الموضعِ. (¬4)
نعم لو صح حديث جابر بلفظ: «من ذكرتُ عنده فلم يصلِّ عليَّ فقد شقى» أخرجه ابن السّني في عمل اليوم والليلة، (¬5) وحديث: «من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ فقد شقى» (¬6) والحديث الذي رواه ابن ماجه (¬7) من حديث ابن عباس قال: قال رسول
¬_________
(¬1) في (السنن) (4/ 637).
(¬2) (2/ 121، 513). وهو حديث حسن.
(¬3) أخرجه الطبراني في (الكبير) (4/ 35 ـ 36 رقم 3574) بإسناد حسن.
وأورده الهيثمي في (المجمع) (10/ 160) وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.
(¬4) تقدم توضيحه.
(¬5) رقم (381) بإسناد ضعيف.
(¬6) مكرر في المخطوط.
(¬7) في (السنن) (908) قال البوصيري في (مصباح الزجاجة) (1/ 313 رقم 331): هذا إسناد ضعيف جبارة بن المغلس، ورواه الطبراني من طريق جبارة به، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه البيهقي في سننه.
وقال الألباني في صحيح ابن ماجه رقم (749) إسناده حسن.
وانظر: (الصحيحة) رقم (2337).

الصفحة 5842