كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 12)

وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (¬1) {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ} (¬2)، {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (¬3)، {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (¬4)، {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (¬5)، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} (¬6).
وفي القيامة كذلك: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ} (¬7)، {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (¬8)، {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} (¬9) وآياتٌ عديدة.
فإن قلت: هذا الحكم ظاهرُهُ على مقتضي الآية إنما هو إلى يوم القيامة، ولا تدخل (ما) بعد إلى ما في قبلها.
قلت: لا مانعَ من دخولِه، وعلى فرض عدم التسليم فقد جاءت بمعنى مع كقوله تعالى: {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} (¬10) أي معَ المرافق.
فإن قلت: سلَّمنا عذابَ الكافرِ في الدنيا بالذِّلَّةِ، فكيف جوَّزتَ إتيان المؤمن الأجر
¬_________
(¬1) [التوبة: 32].
(¬2) [الصف: 14].
(¬3) [غافر: 51].
(¬4) [المنافقون: 8].
(¬5) [المائدة: 3].
(¬6) [آل عمران: 85].
(¬7) [الأنبياء: 103].
(¬8) [المائدة: 69].
(¬9) [التحريم: 8].
(¬10) [المائدة: 6].

الصفحة 6213